وزير الثقافة السوري الأسبق يكتب …اثنا عشر عاماً من المأساة السورية
——————–
كنت أحد مَن احتفظوا بمفتاح البيت حين غادرتُ دمشق مهاجراً
أملاً بالعودة بعد بضعة أيام أو أسابيع ، متفائلاً في أن نجد حلاً سريعاً تنتهي معه الأحداث المريعة التي عصفت بالبلد ومثلتْ الزلزال المدمر الذي هو أخطر من زلازل الطبيعة التي تمر في دقائق أو ثوان، بينما زلازل السياسة والثورات والاضطرابات يطول أمدها، وتبدو هزاتها الارتدادية بعيدة المدى وشديدة الوقع على النفوس، وها نحن ندخل العام الثالث عشر للأزمة السورية دون الوصول إلى حلول.
وعلى الرغم من كون الهزات الارتدادية للفاجعة السورية كثيرة وشاملة لكل ميادين الحياة، فإن بعضَ نتائجها تزيد الفواجعَ بؤساً، و أخطرها عندي بعد الموت الجماعي والدمار ، ولادة أجيال من اليافعين محرومين من التعلم، وقد باتوا يعدون بالملايين، بعضهم ولد في سنوات الجمر، وبعضهم كانوا دون المدرسة حين بدأت الهجرات إلى بلاد اللجوء، ومَن نجوا وتمكنوا من دخول المدارس في بلدان أجنبية حملوا هويات تلك البلدان التي أمَّنت لهم متابعةَ التعلُّم، لكن كثرة منهم أضاعوا هويتهم وفقدوا الانتماءَ الذي يحمله أهلُهم، وبعضهم يواجه اليوم امتحاناً خطيراً، حيث تتوقف سلطات بلد اللجوء عن تجديد الإقامات للأبوين وتطالبهم بالرحيل والعودة إلى بلدهم وقد صار آمناً، كما يزعمون .
Discussion about this post