بقلم الشاعرة …إباء الخطيب
هيّء غرورَكَ يا أبي
وافتح نوافذك القديمةَ وابتكر..
ما تشتهي؟!
فلديَّ ذاكرةٌ يطوّقها الندى
ويفيض عن يدها البُكا..
قل يا أبي
كم مرّةً سحبتك ألسنة الغياب عن الكلامْ؟
وكم تنفَّسكَ الرحيلُ وأنتَ في جسد المنامْ؟
وكم تململ وجهكَ البدرُ الأنيقُ
وقد تأوًّهتِ الحكايا في شوارِعنا/ المتاهْ.
ما بال وجهك يا أبي؟
يبدو كأنَّ رسالةً نثرته في كفِّ الهمومْ!
وكأنَّ أسئلةً تحومْ!
وكأنني ما جئتُ كي أهبَ الحياهْ!
***************
لمّا أجرّب بعدُ ياورد الحكايةِ أن توافيك الحقيقة في يدي.
فجلال عينيك ابتسام مستحيلْ
وجبينك السر الأبيْ
والحبرُ يخبو في مدادي يا أبي!
لمّا أجرّب بعد أن أرتاح في عينيكَ
أنْ أعدَ السماء بنزهةٍ نشوى إليك
لكي تهجئ لي صلاتي نجمةٌ في معبدكْ
لمّا أجرّب بعد يا أبتِ الفرار من القصيدةِ..
كي أحطَّ على يدِكْ.
***************
سبحان مَن فتحَ الورقْ
آتيكَ من قلقي ومن سحب الأرق
أتيكَ..
ألفُ رسالة توّاقةٌ لتضمّها بالحبِّ والثقةِ القديمةْ…
بي من فَتَاتِك مثلما هيّأتها: الأمَّ العظيمةْ!
ومعي الذي قد كان فيك من التشبّثِ بالحنانِ!
مهما تجرّعتً التوجّسَ.. ذكرياتِ العاطلين عن الخطايا والأماني..
أنا يا أبي..
مرصودةٌ للوجدِ.. مازالتْ رؤاي تفتّقُ الحقلَ الجليلَ بمقلتيكْ
مازال توقي للتورّدِ ساهمًا في النورِ
يسبقني إليكْ..
أنا لم أزل أحبو وأشرعتي تجرّ وراءها خيبات من عبروا السياج
ومن بكوا..
***************
هيّء دموعكَ يا أبي..
أتراك تذكرُ حين كنتُ بحقلِنا روحًا صغيرةْ
تفكُّ ليْ أمي الضفيرة!
وأراك تثمل بالدعاء عسى
أفوح على ضفاف الأغنيات قصيدةً
ملء الندى!
جذلى يراقصني الصدى
دعْ عنكَ ذاكرتي وحدّق في غدي..
أبتاهُ!
يلزمني شهيقٌ وارفٌ حتى تمدَّ ليَ المقاصدُ وعدَها
وسأذكرُ الطعناتِ لكن..
لن أحاولَ
لن أحاولَ
في حضورَك عدَّها
حتى أحبّكَ يا أبي.. من دون موتْ!
هذي فتاتك يا أبي
مرصودةٌ
لكن ستهدي للقصائد وجدَها:
-هذي فتاتُكَ يا أبي
تسقي غيابَك وحدها
تسقي غيابَك وحدَها…
Discussion about this post