قضية ورأي
بقلم … سعاد زاهر
في 19 آذار , 2023 بتوقيت دمشـــق
للشعر ذواته الحرة، وحالاته المجنونة وارتباكاته المعهودة….
والأهم في كلّ منها اعتصار النبض الإنساني حتى آخر رمق…
لن يموت الشعر يوماً …
طالما أرواحنا تعانق الموج، وتستكين تحت المساء، وتنفض عن وجهها كلّ الصرخات والصراعات المؤذية….
الشعر متجدد لم يكتف بخلجات الروح، بل عبر ليؤرخ لحظات النكبة خاصة حين علا الغبار من كل صوب، وانهارت الأبنية كعلب كرتون، وحاصرتنا بقع الغلاء السوداء، لنعيش اضطراباً للوجود الإنساني برمته من خلال تقلبات الطبيعة وسخطها علينا….
حينها كأن النور انطفأ، لتضيع معه الكلمات، ويبقى العقل للحظات عاجزاً، وحدها المشاعر تتفجر، تتقلب…كأنها تنضج على نار هادئة لكنها طبخة لا تشبه أي مذاق، لأنها إبداعية قوامها الروح والإنسان وتقلبات الحياة…
الشعر في يومه العالمي الذي يصادف (21) آذار يحتفى به بوصفه حاضناً إبداعياً للتنوع اللغوي، ولكن ما جدوى كلّ هذا التنوع الذي يحتفى به، إن كانت الثقافات الكبرى تحاول طمس البعد المحلي من خلال عولمتها التي تصر على مداهمتنا، لتضيع هوياتنا.
ولكن ما علاقة الشعر بالهوية…؟
أي شعر بلا انتماء، كيف يمكن للقصيدة أن تتفرد إن لم يرافقها احتفاء بوجع لا خلاف عليه، وهل هناك أقوى من أوجاع تنطلق من الوطن والهوية والانتماء كما فعل محمود درويش وسميح القاسم…؟
مؤخراً حين حضرت مهرجان الشعر العربي في الشارقة، حضر في ذهني الشعر بصورة مغايرة، حين امتزجت كلمات (100) شاعر وناقد، لتلون الحياة بمعطى متفرد.
الشعر حين يكون استنطاق لمكنونات الروح بشكلها التجديدي ضمن سياق واقع يقود ذاتنا نحو نحيب شعري تارة، ونحو غناء سره الإبداعي في تكامله النصي الذي لا يتلاشى نهائياً في حال وجد ضمن سياقه الاجتماعي والوظيفي.
Discussion about this post