سفـرٌ ليسَ كالسفـرْ
بقلم الشاعرة …
نعيمة حسكة …
تلك المرأة التى كنتُها جافتني
منذُ زمنٍ ، و أنا أعانقُ ما تبقى مني … من صمتي
أجهل خطوي نحوي
أغرق فيَّ …بشهادةِ جُرحي
ركبَ الجسدُ قِبلةً للسفرْ
بين تربةِ الوطنِ ودمعِ الحجرْ
وسكرةُ موتٍ مؤجلٍ وروحٍ عاهدتِ الهجْر
سفرٌ ليسَ كالسفرْ
الموجُ ينتحبُ بين أدغالِ الشجرْ
منذُ زمنٍ وأنا أعانقُ ظلي
وجهان ِلا يبغيانْ
ووجهُ المدينةِ تحملهُ الخرافات بأمانْ
على أكتافِ النارِ
يحزمون الوجعَ كرزم من فواكهِ الجِنانْ
إنهمْ يعشقونَ الوطنْ
يحملونَ الأرضَ ويدورونَ
ويطلقونَ لطقوسهم العنانْ
تصرخُ المدينةُ…إنه المخاضُ
تنجبُ وردةً وحمامةً
الزمنٌ وبعضُ تباشيرِ قيامةْ
وأنا أضم سري الحزينَ وأنامْ
في حضنِ امرأةٍ تعشقُ المنامْ
حين عشقتُ عُري المدينةِ وقفتُ على رماحِ أفنانْ
والتاريخُ يوضبُ حقيبةَ السفرْ
وعلى أكتافهِ نياشينُ بطعمِ المحنْ
عُريٌ مغتربٌ ومتاهاتُ مدنْ
تحمل ألفَ حقيقةٍ وحقيقةٍ لوجهِ الوطنْ
يحملُ ريحاً سابحا في بحر لجي فسيحْ
يتعثرُ الحلمُ في سهولِ الرعبِ
يزيحُ عقولاً حجريةً
ينتحب الحزن بعيون الشمس
يتوهجُ العري بشواطئِ الأكابرِ
العيونُ امتلأتْ بشهوةِ الشفاهِ
تراقصُ المرافيء في متاهْ
وقد يئست المدينة من حمل دمها
الأسعار توهجتْ
وعيونُ المقابرِ مراكب بلا أشرعة
تراوغُ البحرَ باحترافْ
ستمرُّ على الصدرِِ سنواتٌ عجافْ
مازالتِ المرأةُ التى جافتني
تحفرُ باكيةً في ذاكرةِ التاريخِ لغةَ الجفافْ
تُمرن حنجرةَ البحرعلى الغناء بكل احترافْ
سئم الغدُ من غدهُ
وهكذا تسقط الأشياءُ كأوراقِ الشجرْ
تدمنُ سفراً ليسَ كالسفرْ.
بقلم الشاعرة …..نعيمة حسكة…
طنجة المغرب
Discussion about this post