بقلــــــم :
لميــاء العامريـــة
الحكم على الانسان بما تراه الآذان
وما تنفثــه الالسنة من البهتان
من المظاهر الاجتماعية التي انتشرت انتشار النار في الهشيم ظاهرة تتبع اخبار الاخرين والبحث والتنقيب عن كل صغيرة وكبيرة حتى وان كانت اكذوبة مقصودة بغرض الاساءة او اغتنام الزلّات والعلل ولأسباب شخصية في كثير من الاحيان .
وهنا لا اتحدث عمّن يقترفون اثم الغيبة وما يترتب عليها من احكام شرعية وسماوية
بل عن الذين ينصتون لكل ما تنـفثـــه الالسنة على مسامعهم ويبنــون احكامهم وتصوراتهم على ما سمعوا وكأنهم يرون بآذانهم دون بصــر ولا بصــيرة ..
هذه الآفـــة الاجتماعية قد تفتــك بالأوطان وليس الانسان فحسب ، وخاصة في ظروف الحرب او في مواجهة العديــد من التحديات ، وقد اطلقوا على هذه الفئة التي تشكل عاملا تخريبيا مؤثرا في زعزعة امن البلاد ووحدة صفوفه ..
كما انها تعود سلبا على الانسان والمجتمع وتضرب الاواصر والعلاقات الاجتماعية المختلفة عرض الحائط
فكم من علاقات اجتماعية جميلة وهنت او تلاشت نتيجة الاستماع دون التحقق والحكم دون التثبت ، والحقيقة ان العلة لا تلقى على المغتاب او ناقل الحديث ومختلقه فحسب بل تلقى على من يستمع ويتسمع ويبحث عن الاستزادة
يقول الامام النووي ( رحمه الله ) :
( إعلم ان الغيبة كما يحرّم على المغتاب ذكرها ، يحرّم على السامع استماعها وإقرارها ، فيجب على من سمع انسانا يبتدئ بغيبة محرّمة ان ينهاه ان لم يخف ضررا ظاهرا ، فأن خافه وجب عليه الانكار بقلبه ، ومفارقة المجلس ان تمكن من مفارقته ، فان قدر على الانكار بلسانه او على قطع الغيبة بكلام آخر لزمه ذلك ، فأن لم يفعل عصى .. )
ومن قال بلسانه ” اســـكت ” وهو يشــتهي بقلبــه استمراره ، قال الامام ابو حامد الغزالي : ” ذلك نفــــاق لا يخرجه عن الاثــم ولابد من كراهتــه بقلبــه ”
دعوة لكل انسان ان يتخلق بما ينزهه عن التفاهات وسفاسف الامور وينأى بنفسه عن الآثام ، وان يتحلى بانسانيته كما وطنيته وما يقتضيه منه الوعي والرقي الفكري والانساني والترفّع عن الجهل والانقياد كما الانعــام بل اضَــلّ ســــــــــبيلا ..
وخيــــــر الكــــلام ما قــــلّ ودلّ …!!!!
Discussion about this post