بقلم أمير العقاد …
غدًا سأُشفى من التفاصيلِ الصغيرة..
وسيُشفى رأسي من جيوشِ الأفكارِ وصفعاتِ الندم…
سأُشفى من الناسِ والطرقاتِ ومتابعةِ جرائدِ الأخبار..
وغدًا ستُشفى قدمايَ من السيرِ
على حُطامِ الرصيف…
وسأُشفى من هَجَماتِ الأحلامِ والأهوام..
ومن رياحِ الحنينِ وأزهار الأماني الذابلة..
غدًا سأشفى من التفاصيل الصغيرة..
وأشتري غابةً تتراقصُ بها أسراب الطيور
وتضحكُ فيها الينابيع
ويتكاثرُ فيها الجمالُ من رحمِ العدمِ مسبحًا الله.
وغدًا سُأشفى وتموتُ شياطينُ العزلة..
وستنمو من هذه الزنزانةِ نوافذُ كثيرة..
نوافذُ تُطِلُّ على زُرقةِ البحر
وعلى ابتسامةِ النوارسِ والرمالِ الذهبية..
وغدًا سيغادرُ كل هذا الضباب
من على أبوابِ المدينة..
غدًا ستتفتحُ أبوابُ المعابر
وأسافرُ في كل الأماكنِ والأوطان
وأزورُ كل الحدائق
وأنامُ طويلاُ مُعافى من ويلاتِ الأرق..
غدًا سأحيا هانئًا بقلبٍ آمن..
غدًا ستُشفى أحلامي من نزولِ الكوابيس الدامية..
وستضحكُ دموعي الغزيرة
التي أروي بها مساماتِ الوسادةِ كل يوم..
وستنبتُ من فراشي قصيدةً يطلعُ منها زهرُ البنفسجِ راقصًا في وجهِ وقتي الكئيب..
غدًا سأُشفى من كل التفاصيل الكبيرة
الكبيرةُ جدًا كوجهكِ
والعظيمةُ جدًا
كطولِ المستحيلِ بين لقاءِ قلبي وعينيكِ..
غدًا سأشفى
سأصحو من النومِ خالي الضجيج
وأكونُ بعيدًا عن أصواتِ الصراخِ والسياراتِ ونُباحِ كلابِ الشوارع..
غدًا سأقولُ أني …….
وأخلعُ عن قلبي ثوبَ المرض.
صدقيني
غدًا سأُشفى من كل هذا الصمتِ وأنطقُ..
قائلاً للحصى والجدران..
قائلاً للعصافير والأشجار
قائلاً للمجانين والعقلاء والغِلمان …
وأقولُ إليكِ أني بحقٍ…
أحبُّكِ.
بقلم ……أمير العقاد
Discussion about this post