نورا عواجه تكتب … الجمعة الأخيرة

بكره بإذن الله تعالى هى الجمعة الأخيرة من شهر شعبان..وطبيعي كل خطباء المساجد هيتكلموا عن العبادة فى رمضان والطاعات وقراءة القرآن والتهجد وقيام الليل….الخ
لكن رمضان ده مختلف تماماً عن أى رمضان فات علينا .
فرجاءاً وفضلاً من السادة خطباء المساجد الكرام
لا تحدثونا عن إقتراب شهر رمضان وفضائله

فنحن نعرف كل هذا نعرفه جيداً ..

وبما أن الناس عايشة وبتعانى من أزمة إقتصادية ومعيشية صعبة ، والناس بتئن من قسوة العيش ، الناس بتبكي من القهرة وكسرة النفس وهم مش عارفين يجيبوا أهم الضرورى لأولادهم …

لازم تعرفوا . إن الناس ال قاعدة قدامكم فى المساجد وبتسمع خطبتكم أغلبهم مش سامعك ولا شايفك لأنه ياعينى سرحان فى همه ال مش عارفه يحله إزاى ، باله مشغول فى أهم الضرورى ال مش عارفه يجيبه منين ( علبة لبن لأطفاله ، أو تسديد مصاريف الدراسة ، أو دفع فواتير متراكمة ، أو ديون متأخرة .أو الأكل والشرب ال مش عارفه يجيبه منين ولا يكمل الشهر إزاى )؟!

من فضلكم أتكلموا عن حرمة إحتكار السلع والغلاء الفاحش ، أتكلموا عن التجار ال مش بيخافوا ربنا ولا بيراعوا أى ظروف أو حرمة .
وعن مصير المحتكرين والفاسدين في ظل هذه الأزمه ..وان عذابهم أليم يوم القيامة …

عن التراحم فيما بين الناس ، عن وجوب مراعاة المعسر في الدَين الذي عليه . إتكلموا عن أهمية التكافل الإجتماعي في الأزمة الرهيبه دى ،

وعن وجبات الطعام في مجالس العزاء وتكاليفها علي شخص عاطل مش معاه تمن أكل يوم لأهل بيته .

إتكلموا عن منع المجاملات الزائفه في زيارة المرضي .

وكلموا الناس علي زيارة المرضي الغير قادرين ومساعدتهم على شراء علبة دواء ومساندتهم بالمال

كلمونا أن المعاملة من الدين ، وأن الدين ليس صلاة وصيام وعبادات فقط
عن الزواج وإنخفاض تكاليفه بالنسبه للشباب من الطرفين إتكلموا عن ده كتير هو ده ال إحنا محتاجينه ..
اتكلموا عن فضل من يسامح في حقه إذا كان ميسوراً ، وفضل من يدخل السرور إلى قلب إنسان يعاني الحرمان ، وفضل من يطعم الجائع وينفق علي يتيم ويتكفل بدراسته ويكفي حاجة المحتاج

ويارب ما يحوجنا غير ليك ياكريم
و لايكسر أى أب أو أم قدام ولادهم فى الشهر الكريم ده . ويكفينا شر القهرة وكسرة النفس والخاطر يارب العالمين

اللهم بلغنا رمضان .

وكل عام وأنتم بألف خير