بقلم الشّاعر … حسن علي المرعي
لكَ التّقاديرُ أفـراحٌ و أتـراحُ وليْ على حالَتَيْكَ العُمْرَ أقداحُ
نخْبٌ لصفْصافَةٍ في الشّامِ مورِقَةٍ مهما يثرثِرُ خلْفَ البحرِ أشباحُ
نخْبٌ لزيتونَةِ القُرآنِ في دمِها نُـورُ الألوهَـةِ فالأوراقُ أرواحُ
نخْبٌ لأرزِ جنوبِ اللهِ حكمتُهُ في كلِّ مُظْلمةٍ في الأرضِ مِصباحُ
نخْبٌ على نخلَةٍ في الطّفِّ دمعتُها تلْويحَةٌ خلْـفَ أحبابٍ لها راحـوا
نخبيْ و نخْبُكَ مِنْ أفياءِ خابيَـةٍ روحُ الشّهيدِ بها راقٍ و فوَّاحُ
فأفْرِغِ الرُّوحَ مِنْ ذي الكأسِ يا وطني فالعشْـقُ ورَّدَ في خدَّيْـكَ والرَّاحُ
**-**
طيَّـرتُ عِشْقيْ منادِيلاً مُلَوَّنَـةً للبحرِ أشـرعَةٌ للروضِ آقـاحُ
إذا كتمْتُ فإسْـراريْ يُوَهِّجُنـيْ بعضُ التّعَشُّقِ لا يُعليهِ إفْصاحُ
وإنْ أبحتُ فسِـرُّ الوردِ مُتَّشِـحٌ في حِضْنِ أكمامِهِ و الرِّيحُ فضَّاحُ
بعضي تقمَّصَ منكَ الكـرْمَ نشْوَتَـهُ ففي لسانيَ طيْـفُ الرّاحِ لمَّـاحُ
وبعضُ روحي على الوديانِ مُنْسكِبٌ فطارَ منْ رئتيْ حُـرٌّ و صـدَّاحُ
لكنَّ كُلِّيْ بِرَجْعِ( الأُوفِ )مُنْسَرِحٌ ما ناحَ شِعراً على الأطلالِ نوّاحُ
فكيفَ أسمـحُ أنْ يلهو بِمِديتِـهِ في جِيْدِ ظبْيتِكَ السّمراءِ سفَّـاحُ
وكيفَ يُنْسَى الدّمُ الطِّفْلِيُّ مُنسَفِكاً وما حليبيْ؟ إذا الذبَّاحُ مُرتاحُ!
**-**
بهذهِ الأرضِ شُبَّـاكٌ و عاشِقَـةٌ بهذهِ الأرضِ مِحراثٌ و فـلاّحُ
بهذهِ الأرضِ فوقَ السّفْحِ راعيَةٌ بهذهِ الأرضِ ناياتٌ و أفـراحُ
بهذهِ الأرضِ ليْمـونٌ على فَنَـنٍ بهذهِ الأرضِ زيتونٌ و تُفّـاحُ
وغربَـها البحرُ هلْ أبْصرتَ باخِـرةً الشّمسُ تغرُبُ والمَـلاّحُ لـوَّاحُ؟
أما سمِعـتَ ثُغـاءً و الأذانَ معَاً والدّربُ خلْفَ صبايا العَيْنِ قدَّاحُ؟
أما رأيْـتَ جِمـالاً مِثْلَ قاطِـرةٍ تمشيْ صُعوداً و خَدُّ البدْرِ وضّاحُ؟
ألمْ تُصادفْكَ عنْدَ النّهـرِ فاتِنَـةٌ تُنظِّـفُ الصُّوفَ والموّالُ سبّـاحُ؟
أما سألْـتَ عنِ الأجـدادِ آبِدَةً؟ ألمْ يُسائلْكَ أينَ الدّربُ سُيّاحُ؟
ألمْ تـرَ نخْلةً كُلْثومُـها غَـزِلٌ الشّوقُ جَرّتُها و الرِّمْشُ ذبّاحُ؟
ألا يُعاشُ لهذا الحُـسْنِ مُجْتمِعـاً ألا تطيرُ بهذا الجّوِّ أرواحُ؟
واللّهِ ياوطَـنَ الإنسانِ مجْـزرَةٌ خَشْفٌ و ذئْبٌ و أطفالٌ و تِمْساحُ
-القدّاحُ:الزهرُ عند تفتُّحهِ
بقلم الشّاعر حسن علي المرعي/تشرين أوّل ٢٠٠٠م
Discussion about this post