“الحياة مسرح كبير”…لَكِنْ هل كان شكسبير مُمثّلا داخل هذه الحياة؟…هل كان مُمثّلا اختار لنفسه دورا أم مُمثّلا اختار له القدر دورا؟..هل قصد شكسبير بهذا القول التّمثيل فوق خشبة المسرح أم التّمثيل في الحياة…لقد تركني قوله مُشتَّتة بين هذا وذاك…ليتني دَرَسْتُ المسرح لِأَعِيشَ فوق الرُّكح كامل الحياة… اختار شكسبير حين اكتشف حقيقة الحياة أن يكون كاتبا مسرحيّا،كاتبا يُوزّع الأدوار على البشر،هؤلاء الّذين يَقْبَلُونَ أدوارهم كما هي دون رفض أو جدال… ذَكِيُُّ هو -شكسبير- حين تجاوز مُجرّد دور،ومَاكِرُُ حين قال للبشر:”الحياة مسرح كبير”مُسْتَثْنِيًا نفسه منهم..هكذا أنا عندما قَرَأْتُ لشكسبير أوّل مرّة،حينها كان أندادي يتحدّثون مع الألعاب ولا يرون الحياة لعبة سوف يعيشونها دون اختيار،.
فأغلب البشر يلعبون بالألعاب الّتي تُهْدَى لهم ولا يختارون ما يَرُوقُ لهم،وإن صنعوا يوما لعبة فإنّهم يصنعون ما صنعه أجدادهم… حين قَرَأْتُ”روميو وجولييت”منذ سنين أَدْرَكْتُ أنّ الحبّ هو ذاك الفراق الجميل الذي يُدَاهِمُنَا لِيَبْقَى شعورا جاثما على صدورنا يَنْأَى بنا عن تفاهة الحياة،تلك التّفاهة الّتي تجعل البشر مُجَرَّدَ دُمََى مُتحرّكة في مسرح الحياة… ظَاِلمُُ أنت -يا شكسبير- حين رَسَمْتَ بِحُرُوفِكَ البشر مُمَثِِّلِينَ رجالا ونساء،دفعوا ثمن تذاكرهم لِيَعِيشُوا أدوارا لم يختاروها. جُبْتُ مرارا شوارع الكتابة مُقْتَفِيَةً حروف شكسبير،أتصيّد نفسي في كتاباته فلا أََجِدُنِي…ولذلك أنا الآن هنا بين حروفي أَكْتُبُ نفسي لِأَعِيشَ الحياة كما أَرَاهَا،كما أُرِيدُهَا وكما رَسَمَهَا شكسبير لنفسه،…أَكْتُبُ أدوارا لا أُمثّلها لأنّني لا أَنْتَمِي إلى الحياة مَسْرَحًا خَطَّهُ القَدَرُ بل أَنْتَمِي إلى الحياة مَعْرَكَةً رَسَمَهَا القَدَرُ وأَمَرَنَا أَنْ نَخُوضَهَا لِنَسْتَحِقَّ لَقَبَ”إنسان”…
______________________________[ليلى كافي/تونس]
Discussion about this post