بقلم الشاعرة … حسناء سليمان
هل أمثّل أنّني أحبّك يا الله؟
أو هل الخوف من رعشةِ الإيمان في قلبي يقضّ المضاجع؟
أمِ التّمثيلُ خوفٌ ألّا ننجحَ في تحدّي الواقع؟
لا أريد أن أفكّر … أتركُ مشاعري ترتاح…
هذا الحاجز بين الفكر والإحساس،جدُّ مُسنّن، يكسرُ القلب…
سؤال يا الله !…
هل كوّنتَ الأرضَ كأفعًى تتحرّكُ لتقتنصَ فريستها ؟
لا !…أنتَ تعرفُ يا الله وجع ذاك الأب وهو يحمل طفله الميت …
قبل لحظات كان قد خبّّأَ رأس صغيره بقبّعة صوفيّة
خاف عليه من البرد يا الله …الخوفُ بشريٌّ…
أيّتُها الرّحمةُ أينَ أنتِ؟…
وهل يُترَكُ الخوفُ للبشر كي نتمرمر؟
رأيتُ قبّعتَه الصّوفيّة ويدين تحتضنانه
عينا الحنان دامعتان تغسلانِ باللّوعةِ الوجه الواعد بالبسمات
انتهى وعدُ البّسمات والمكاغاة وانتهتِ الحكايات…
حمله بين كفّيه هامدًا فاقد الحركة
وأنت يا الله كيف كوّنت الأرض كأفعى ملتوية؟
هل قصّة الخَلْقِ ألحقت بنا القصاص؟
البشرُ يصفحون عن أبنائهم وينسون الإهانة
ومِن الحبّ ما تلتئم الجراح
ألسنا أولادُك يا الله؟
نعرف أن كبرياءَ الإنسان إهانةٌ لعظمتك
لكنّك مُسامح ومُحبٌّ ورحوم …
ولا يموت إلّا الأبرياء… ولا تتصدّع إلّا منازلُ الفقراء
قصورُ الظّالِم باقية…
يا الله الكمال المطلق!… كيف كوّنتَ الأرض كأفعًى ملتوية؟…
عندما تغضب، لتقتنصَ الآلافَ ،تُحرّكُ لسانها المشتعل …
تزلزلُ سعادتَها ، وتنشبُ أنيابها بالضّحايا الأبرياء…
لكنّني لا أمثّلُ ، بل أحبّكَ يا الله!…
أحبّكَ وعاتبةٌ عليك… أن لم تحمِ الأبرياء …
يلتهمُ الشّرُّ ذاتَه …
ويعيشُ التّنين نافضًا ذيلَه على مملكتِه الأرض!…
( فيا إلهَ الخير ساعدنا)…
بقلم الشاعرة حسناء سليمان ٢٠٢٣/٢/٦
Discussion about this post