بقلم الكاتبة … فائزة سلطان
من المهم والضروري قبل البدء بكتابة الرواية أن تكون ملماً بجغرافية وتاريخ المنطقة وعادات وتقاليد وثقافة الشعوب التي تكتب عنها القصة. أن تكون ملماً بعادات وتقاليد وديانة المنطقة، ثقافة واسلوب حياتهم، طريقة عيشهم وتدرسيهم في المدارس وانظمتهم السياسية وتأريخ الأحداث بتسلسلها الزمني. فوجود قصة في خيالك لا يكفي بأن تبدأ بكتابة رواية. عليك بالبحث عن الحقائق وخاصة إن كانت الرواية وقصتها عن احداث سياسية تحدث الأن على الساحة. عليك أن تعرف كل صغيرة وكبيرة عن أي طائفة أو قومية قبل أن تكتب عنهم لان القارئ لا يرحم إن وجد معلومات غير دقيقة عن المكان والأشخاص الذين هم ابطال روايتك.
فليس من المعقول أن تكتب رواية عن سنجار وما حصل للايزيدين هناك وأنت لا تعرف شيئاً عن جغرافية المنطقة والتعليم ولغتهم وثقافتهم. تكتب بأن البطل والبطلة التقيا في باريس وحصلا على شهادة الدكتوراة في اللغة الفرنسية وهما يدرسان اللغة الفرنسية في إعدادية في سنجار ثم يهربان في قارب من سنجار بعد دخول داعش!!!!!
اجدها شجاعة منك وأنت لست عراقياً أن تكتب عن مأساة حصلت في العراق ولكن عدم المامك بنظام التعليم في العراق وجغرافية المنطقة اوقعك في مأزق كبير لقارئة مثلي من العراق. حيث إننا لا ندرس الفرنسية في الإعدادية الا في بعض المدارس في بغداد، وحاصل شهادة الدكتوراة سيكون أستاذا في الجامعة وليس في الإعدادية!!! وسنجار قضاء ضمن محافظة نينوى ولا تقع على مشارف النهر مثل مدينة الموصل. والكثير الكثير من المغالطات في الرواية وعدم الإلمام بثقافة الايزدين ولغتهم وتاريخهم.
أما حينما تكتب عن داعش فمجرد ما تعلمته عنهم في الأخبار لن يكون كافياً كي تكتب عنهم وعن فكرهم ومنهجهم. والكتابة عن شخصية الأمير بطل الرواية يجب أن يكون مدروساً من جميع النواحي الفكرية والسيكلوجية والبيئة التي ترعرع منها.
معظم الروايات العربية ومع الأسف هي استنزاف للحرف وللفكرة. لدينا كتب كثيرة ولكن القليل القليل من الأعمال التي تستحق أن تصف برواية.
الرواية عمل جبار لا يستهان به، فأنت تكتب عن شعوب واحداث ومناطق جغرافية وتفاصيل عن حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم وهذا يحتاج إلى بحث وتنقيب قبل أن ترسل روايتك للطبع.
لا تستهينوا بالقارئ فقدرتك على السرد حتى لو كانت بليغة لا يعني قط أن روايتك جيدة.
بقلم الكاتبة فائزة سلطان
Discussion about this post