دكتورة شمس راغب تكتب ….
• إن عرفت الله عرفت كل شيء . وإن فاتك معرفته فاتك كل
شيء . إن عرفته ألقى عليك محبته وألقى في قلبك السكينة
والسكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو
ملكت كل شيء . إن عرفته شعرت بالأمن الذي لا يعرفه إلا المؤمن .
• قال تعالى : – فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون . الذين
آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون – الأنعام مكية من الآية ٨١ والآية ٨٢ .
• إلى كل نفس اشتهت حب الطاعة ؛ ولكنها لم تعرف طريق التوبة من أين يبدأ ، وإلى أين ينتهي بها الحال للوقوف على
أرض صلبة مغتنمة من نفحات الله .
• إلى كل نفس سئمت حياة الذنوب وضنك العيش ، وأحست
بالتقصير في حق الله ؛ فبدأت نسمات التوبة تنير عتمة قلوبها .
• إن البداية صدق ، والنهاية فوز ؛ فإن صدقت الله في قربك
منه ، وبدأت طريق الله بتوبة صادقة تعزم فيها أن تكون نفسك
مجاهدة ، طائعة لله ، وتشد الرحال إلى أبواب العبادات ، ولكي
تسير على الخطى ، وتقتفي الأثر في طريق غير موحشة ؛ لابد
من توبة صادقة ، وستكون النهاية بمشيئة الله تعالى الفوز بجنة
عرضها السموات والأرض .
• الحمد لله أن لنا ربا يقبل توبة العبد ، فمهما ابتعدنا ، وأخذتنا
الحياة ، وانشغلنا دون عذر ، أو حتى بعذر فإننا متى طرقنا أبواب الله ، فتحت لنا جميعها ، وفرح الله تعالى بعودتنا ، وتوبتنا أكثر من فرحتنا نحن بالرجوع إليه .
• لابد عند فعل المعصية ، والابتعاد عن طريق الله أن تسأل نفسك : أو ليس هو خالقي الذي أعطاني نعمة البصر ، والسمع واللسان ، وأعطاني وزادني ، وأنار دروب الحياة من حولي ؟
• أوليست جوارحي التي أعصيه ، وأبتعد بها عنه ، هو من منحني
إياها ؟ أوليست تلك الأنفاس ودقات القلب التي أملكها ؛ هو من
أحياني بها ؟
• قال تبارك وتعالى : ” وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها ”
ومع كل تلك النعم التي مهما أدينا من شكر وحمد لله ، فإننا لن
نقدر أن نصل إلى الكمال في العمل والتقرب منه .
• ومن نحن حتى نعصي ، ونبتعد عن صاحب الفضل والعطاء ؟!
• ومع ذلك ابتعدنا ، أو عصينا ، كان الله تعالى أشد فرحا بتوبتنا
، ورجوعنا إليه .
• فلو تذوقنا حلاوة القرب ، لو تذوقنا جبر الله للقلوب ، لما ابتعدنا ولو ثواني .
• إن القلب الذي يحيا، وتسمع دقاته بقوة ، إنه قلب ينبض حبا
بالله ، فمع الله تعالى تحيا القلوب ، وتزدهر النفوس .
• إن الإخلاص ، ونقاء القلوب ؛ مثل عقد من اللؤلؤ المتكامل ،
يتوسطه جوهرة ليس لها مثيل ، فكلما طعمتها بصدق التوبة ،
كان طريقك إلى الجنة ميسرا ، ومهيئا لك .
فالزم نفسك الطاعة ، وجنبها المعصية ، وجاهدها حتى تستقيم ،
عندها ستخلص نفسك من عذاب الله برحمته ، وعفوه .
• قال تعالى : ” ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها . قد
أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ” سورة الشمس : مكية ٧ – ١٠
” أفلح من زكاها ” طهرها من الذنوب . تفسير القرطبي .
يقول البوصيري في قصيدة ” البردة ” التي مدح بها خير البرية ،
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله وصحبه أجمعين .
في التحذير من هوى النفس :
• من لي برد جماح من غوايتها
كما يرد جماح الخيل باللجم
• فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها
إن الطعام يقوي شهوة النهم
• والنفس كالطفل إن تهمله شب على
حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
• فاصرف هواها وحاذر أن توليه
إن الهوى ما تولى يصم أو يصم
• وراعها وهي في الأعمال سائمة
وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
• كم حسنت لذة للمرء قاتلة
من حيث لا يدري أن السم في الدسم
• واخش الدسائس من جوع ومن شبع
فرب مخمصة شر من التخم
• واستفرغ الدمع من عين قد امتلأت
من المحارم والزم حمية الندم
• وخالف النفس والشيطان واعصهما
وإن هما محضاك النصح فأتهم
• ولا تطع منهما خصما ولا حكما
فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
Discussion about this post