بقلم الكاتبة … ريم قمري
أبي كان رجلا أشقر ، و كنت أعتقد أنه أسمر مثل فرسان الحكايات القديمة ، التى كان يرويها لي جدي.
جدي كان أيضا رجلا أشقر ، لكنه قصير القامة ، و كنت أراه طويلا مثل ابن الفلاح الفقير الذي تزوج بنت السلطان .
اعتقدت دائما أن أبي كان رومنسيا و حالما ، و أنه ورث ذلك عن أمه.
جميعهم يزورونني في المنام كثيرا ، يذكرونني أني إمرأة شقراء طويلة و حالمة، و أعول على قلبي كثيرا.
توبخني جدتي ، و ترفض ان تفتح لي الباب رغم اني لا أملك المفتاح.
جدتي سمراء و طويلة ، تصمت كثيراً و تخفي رومنسيتها الكبيرة، لكني أعلم سرها و اخفي ذلك عنها.
أخبريني أبي قبل موته، أني سأحتاج فقط لرجل يجيد المسح على رأسي بيده بحنان ، ثم سقطت يده و هو يربت على شعري و رحل بعيدا.
جدتي وشوشت لي في أذني ابحثي عن الامان و صمتت، ثم غادرت البيت دون أن تترك لي المفتاح.
جدي عاد أمس من سفره الطويل، سلمني المفتاح و قال أنه تركه لي قرب شجرة الزيتون منذ رحيله الأول، و اوصاني أن اتبع قلبي .
Discussion about this post