بقلم … محمد مثقال الخضور
كلُّ شيءٍ ثابتٌ بـمكانِهِ
في غرفتي
جدرانُـها موقوفةٌ رهنَ العقابِ
لأَنـها
أَذِنَتْ لـحُلمي بالنفاذِ إِلى السَّما
وتنازلتْ عن رقعةٍ في ظهرها
للنافذةْ
والسقفُ أَيضًا نائمٌ بـمكانِهِ
ما زال يستلقي على وجهي
كعادتِهِ
كي لا أَرى شكلَ السماءِ
إِذا بكيتُ
ولا أَرى لونَ السماءِ
إِذا بكتْ
مطرًا
يساعدُ غربةً تنمو على قلبي
لتسكنَ والغريبةُ في زمانٍ آخرٍ
حتى النوافذُ ما زالتْ تُـذكِّرنـي
أَنَّ التعاقبَ لعبةٌ مـحكومةٌ
برتابةِ العدِّ الـمقيتِ
وأَنَّـها الـحَكَمُ الـملولُ
بساحةٍ
يتعادلُ الـخصمانِ فيها دائمًا
والبابُ أَيضًا ثابتٌ بـمكانِهِ
ما زال مـحتارًا بصنعِ هويةٍ
للداخلينَ .. مُهلِّلًا
للخارجينَ .. مُودِّعًا
تَعبتْ مفاصلُهُ وظلَّ كشاهدٍ
للعابرينَ من الفراغِ إِلى الفراغِ
ولـم يكنْ وطنًا لشيءٍ
فانتهى
رمزًا لتغييرِ الـمكانِ أَو الـهويةِ
كلُّ شيءٍ ثابتٌ بـمكانِهِ
إِلا أَنا
وحدي أَدورُ
كــ حبةِ القمحِ الصغيرةِ في الرَّحى
كالكوكبِ الـمشلولِ مربوطًا بنجمٍ
في الـمدارِ
كــ فكرةٍ ظلَّتْ تـحومُ مكانَـها
في ذهنِ مسجونٍ
يُـفكِّر بالفرارِ من الـحقيقةِ
لـم أَجد شيئًا يدورُ كما أَدورُ
سوى أَنا
وأَنا أَدور مُفتِّشًا
عن نصفِ عمرٍ تائهٍ
إِن عادَ سوفَ أُعيدُهُ
أَو ..
سوفَ أَسقطُ دونَهُ
لأَصيرَ شيئًا في مكاني ثابتًا
كــ بقيةِ الأَشياءِ
في هذا السكونِ
بلا حراكٍ
أَو دوارٍ
أَو
نَـفَسْ
ا= = = = = = = = = = = =
بقلم محمد مثقال الخضور //
Discussion about this post