بقلم … آية بورزڤ
ربما أريد أن أكتبك أو أتقمصك
أي أن أصنع من نفسي شخصا يذوّب الحجر
هكذا دائما أتذكرك وأسخط من وحشية القدر
لأنني أردتك ملءَ فؤادي ونفرني قلبك كطفلٍ دميمْ..
الريح هنا تهمس وتوشوش لي، حتى هي تنصحني بالصبر وتقول كلاما فارغا كما أنها تصفني بالقوية، القوة يا سيدتي الريح ليست لمن مثلي، أنا صخر متفتت، وغيمةٌ لا تمطر تؤذي نفسها دومًا، وبحر لا يموج، يقبع في هدوءٍ فقط وأحيانا يقبّلُ الشط ويرمي إليه قليلا من ملحه
لا يبتسم للشمس أو الأطفال الذين يزورونه ويرمونه بالحصى كي يتألم أو يتكلم ربما لا يبدي أيّ ردةِ فعل..
أنا دمعٌ يحتصرُ في صدر أحدهم ويخنقه
كلام كثيرٌ محبوس وهمسات مزرّقة لا تتنفس!
سفينة ربما أو قبطان لا يملك زمام مركبته المائيةِ لكنه يقف بها كمحاربٍ ويصد عنها قروش الحزن القاسية..
فتحت النافذة الآن وأطلت النظر لكنك لم تمر ولم يمر طيفك منذ فترةٍ
أتراكَ تحبسه؟
كما أحبس هذا النزيف وأغلق أبواب اللغة دائما كي لا أتكلم
أكتفي فقط بالنظر وأمدده في كل الجهات
حتى أن عينيّ صارتا لؤلؤتين باردتين
ويديّ أصبحتا مجدافا مكسورا وينزف أيضا!
ربما أصنع منك تمثالا أو رسالة أخبئها وأجعلها تعبق برائحة الشوق القوية أو زهرا ذابلا محصورا في كأسٍ ضيق كي لا تفر مجددا
أو أخلقَ لك لغةً تتحدث بها إليّ كلما هجم حنينك وأجد ولو حرفا ضامرا أواجهه به…
لو صرتُ أنا ريحًا وأتيتُ بكَ وجمدتك في إطار كصورةٍ عزيزةٍ عليّ، ربما أصير بردًا أو شتاءً أو مطرًا لأنك تحبه وتنتظره
آهٍ، ليتني أهطلُ لتأتي وتخبرني أنك اشتقت وأنك تودني بشدةٍ وترغب بي
آه، بس…
بقلم آية بورزڤ
Discussion about this post