حسين غسان مصطفى يكتب نوال السعداوي بحياتها ووفاتها مثار جدال
إن الإنسان يولد عارياً ويموت عارياً، وما تلك الأثواب التي يلبسها الإ زيف يحاول أن يغطي بها حقيقته
لم تكن حياتها عادية، وكذلك جاء خبر موتها، الكاتبة والطبيبة المصرية نوال السعداوي، رحلت بعد مسيرة حياة حافلة “بالجدل” الذي لم ينتهِ حتى بعد رحيلها فالنقاشات الفكرية والسياسية والدينية استمرت واحتدمت بين رواد السوشيال ميديا.
وانقسم المعلقون بين حزين يترحم على “إبداعاتها” فهي بالنسبة لهم المرأة التي عرفت بمواقفها الجريئة وأفكارها الرافضة للقيم الموروثة ودفاعها المستميت عن القضايا النسوية، وبين منتقد يرفض تأبينها ويلعنها، منهالين على خبر وفاتها بأقسى عبارات السب والقدح والشماتة.
المرأة التي تصدر اسمها محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي مرات كثيرة في معظم الدول العربية، لم تخرج عناوين الصحافة التي أعلنت خبر وفاتها من إطار مواقفها وأفكارها فجاءت من قبيل “ماتت صاحبة كتاب ( المرأة والجنس) .. ماتت من كانت تسئ دائماً لزوجات الرسول عليه الصلاة والسلام… صاحبة الكتب المثيرة للجدل، والكتابات العديدة ضد الدين الإسلامي الحنيف..”، وغيرها الكثير من العناوين التي دارت في فلك الجدل المرتبط بتلك الشخصية النسائية.
وعموماً تنوعت كتابات نوال السعداوي بين الطب والدراسات الفكرية في السياسة والدين والجنس، والتي كسرت عبرها المحظورات وربطت بين تحرير المرأة وتحرير الوطن سياسياً وثقافياً.
تعرضت السعداوي في حياتها للاتهامات بازدراء الأديان، حتى أن بعض الإسلاميين رفع دعوى قضائية تطالب بتطليقها من زوجها، وكذلك لاحقتها الحكومات المصرية المتعاقبة وصادرت بعض كتبها ومنعتها من مزاولة عملها في وزارة الصحة، قبل أن ينتهي بها المطاف في السجن خلال سبعينات القرن الماضي.
وخاضت نوال السعداوي معركة ضد ختان الإناث بداية من عام 1972 بإصدار كتابها الشهير “المرأة والجنس” الذي حكت فيه تجربتها مع هذه القضية وتأثيرها على الفتيات.
كما أنها انتقدت الحجاب وطالبت بحظر النقاب بدعوى أنه “لا يعبر عن الأخلاق” وأكدت في الوقت ذاته على موقفها الرافض للتعري ومحاولة تسليع المرأة.
وفي حوار أجرته مع بي بي سي عام 2018، قالت إنها لا تخاف الموت، مؤكدة كطبيبة “أن الإنسان لا يشعر بشيء لتوقف جميع حواسه”.
كما صرّحت أنها ترفض فكرة تعدد الزوجات قائلة: “تعدد الزوجات يخلق الكره بين الأطفال والزوجات كما يزيد من الحوادث”.
ومن أشهر مقولات السعداوي والتي كانت سبباً في انقسام الآراء حولها:
“أنا أقول الحقيقة.. والحقيقة متوحشة وخطيرة”.
“جريمتي الكبرى.. أنني امرأة حرّة في زمن لا يريدون فيه إلا الجواري والعبيد، ولدت بعقل يفكر في زمن يحاولون فيه إلغاء العقل”.
– “علموا بناتكم الاستقلال الاقتصادي حتى يبحثن عن رفيق للحياة وليس عن عائل، وعلموا أبناءكم الاستقلال المنزلي حتى يبحثوا عن حبيبة وليس عن عاملة منزل”.
– “لم أعد أخاف الموت، فهو جزء من الحياة وهو جميل كالحياة الجميلة. الحياة بدون الموت غير محتملة وبائسة، لكن ألم المرض يهزمني”.
– “يجب أن أكون أكثر صراحة، يجب أن أكون أكثر عدوانية لأن العالم بات أكثر عدوانية، ونحن بحاجة إلى أن يتحدث الناس بصوت عالٍ ضد الظلم”.
ولدت نوال السعداوي عام 1931، وكانت الابنة الثانية بين تسعة أبناء، تخرجت من كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1955 وعملت كطبيبة، ورحلت عن عمر يناهز 90 عاماً بعد حياة ومسيرة فكرية حافلة.
Discussion about this post