بقلم … صباح نور الصباح
من رحم الفاجعة !
من رحم الموت ولدت
أبي الزلزال
وأمي الكارثة
من انجبتني أخذها الرب
تاريخ ولادتي
كان تاريخ مماتها…
لقد نجوت !
نجوت يا الله !
لكن يدا أبي الذي وئد تحت الركام
لن يرافقاني للمدرسة
ولن يمنحاني الحلوى يوم العيد
ولن يربتا على كتفي يوم زفافي
لقد نجوت يا الله!
لكن زغردة أمي لن تشق المدى
وأنا أعود لبيتنا محملة بشهائدي
ولن يمنحني صوتها الأمان حين يكسرني خذلان
ولن أنام على هدهداتها:
“قلة قلة قلاّلي راح الحج وخلاني، خلاني بالبرية
ستي زينب ورقية ،
ستي يا ست الكل من نقدك لنطعمي الكل ،
من نقدك نكسي العريان
من نقدك نطعمي الجوعان …”
لقد نجوت يا الله!
لكن تاريخ نجاتي هو تاريخ مماتي
فكل هذا العالم لن يكون سوى قبرا
ولن أكون سوى مسخا بشريا يعاني رهاب الأماكن الضيقة
أي دمار يا الله !
أي فاجعة !
أي وجع سيرافق حياتي؟؟؟
وأي حياة يمكن ان تكنس من ذاكرتي غبار الكارثة ،
ورائحة الدمار !
أي حياة يمكن أن تمنح الأمان لأيامي ؟
من رحم الموت ولدت
فهل من خلاص ؟؟؟؟
بقلم صباح نور الصباح
تونس: 9_2_2023
Discussion about this post