كُلَّ لَيْلَة أَعُودُ مُثقَلَةٌ
بِزَفْرَةٍ حُبْلَى ، تُولَدُ مِنْ جِرَاحَاتِي
هُنَاكَ، المسَاءُ يَلْعَبُ في بَاحَةِ البَيْتِ
شَجَرَةٌ عَجُوزٌ تُعَانِقُ جِدَاراً
شَهِدَتْ يَوْمَ مَوْلِدِي
غَرِيبَةٌ مِثْــلِي صَارَتْ
تُهَيءُ أغْصَانَــهَا حَطَباً مَوْسِمِيّاً
لِــخُبْزٍ سَاخِنٍ
لمدفأةِ بَرْدِ القَــرْيَةِ الأَلِيفِ.
كُلَّ لَيْلَةٍ
أَعْركُ فَــوْضَايَ
لأُكَوّنَ منهَا ظِلَّ غَائِـــبٍ
أربطُ النجوم في يَاقَةِ قَمِيصِي
يشعُّ وجهي
ألامسُ بعض ضوء على أصابعي
على قسماتي
تفاصيلي الصّغيرة تفتحُ مدناً منيرةً في العتمة
ألمحُهُ هناك يَرْتـِـقُ بكارةَ الفراغِ
ألمحهُ لحناً شجيّاً يتبلورُ
في غفلةٍ من ظلمةٍ راكضة الى ركني
يــــا…
هل كان يعرفُ أنّي أتقنُ الإنتظار؟؟
وأجمع الدمعَ بحراً في قارورة جدّتي الراحلة؟؟
هل كان يعرفُ أني أنثى مليئة بالصبرِ وعطرِ الياسمينْ؟
أنثى تفوحُ بأغانٍ غَمَامَيّةٍ؟؟
وتبكي بصمتٍ عند رحيلِ الحمامِ؟
كلّ ليلة ، أصلّي عند آخرِ الشارعِ
الشارعُ الذي شَهِدَ غُرْبـَــتـَـنَا
الشارعُ الذي لوّحَ لنـَـــا مِنْ بعيدٍ يـَــوْمَ مُتـــنَـــا.
–
سليمى السرايري
Discussion about this post