ياقلب قلبي
بقلم الشاعرة نعيمة المديوني
ماللْبسمة تأبى وصلنا؟
مالها تشدّ على أنفاسنا ؟
تحيل ليالي أفراحنا كوابيس دائمة؟
ماللموت يرقص على أجساد هانئة؟
ماله يكبّل بآلسّواد أحلامنا؟
يرسم تحت آلْجفون طقوس آلْلّوعة؟
يا قلبي آلْمكلوم
ها رداء آلْأحزان قد أنهك نواحنا وأضنى عويلنا
ها آلطبيعة شدّت حبالها إلى أعناقنا
تفنّنت في رسم آلْمواجع
ماللْأسى حلّ بديارنا
استوطن أديمها
أنهك آلْأرواح.. نشر جناحيْه ماجنا
تجلّى آلظّلام آلدّامس
آبتلعنا أصواتنا
ردّد الكروان هسيس آلامِنا
ماللْفؤاد يهيم بين آلْجراح حائرا
بين آلْجثث آلْباكية جاثيا يبحث عن خفق يصارع آلْموت
يأبى آلرّحيل باكرا
ياعين عيني
أنهكك آلْعويل وأغرقتك آلْمدامع
كبّلتنا آلْأحزان فبتنا في آلْعراء
نستتر بدروع هشّة
تطالها أيدي الطّبيعة آلْقاسية
تحيلها هباء منثورا لا يُرجى منه فائدة
نبحث عن سراديب.. ندفن آهاتنا
نخفيها عن الموت حتّى لا يهرع إلينا شامتا
ياعين عيني
زارت آلْمنيّة ديارا.. كانت بآلْأمس للحالمين مراكب
اجتثّت دفء المدائن.. حوّلته بردا ساحقا
كآلْجراد.. كآلتّيتار.. كياجوج وماجوج
من كلّ صوب وحدب هرع
حصدت الأرواح
آلتهمت آلْأحلام وآلرّؤى
زرعت آلْهلع في قلوب آلْجبابرة
في مجالسَ أنس داعية
للحبّ ..
للحياة ..
في نبض حبيب يهفو للصّلاة في معبد الجوى
ماللْمنيّة افترشت أديم ديارنا
زارت سورية
لطّخت حقولها بدماء قانية
ماللأسى آستوطن فؤادها
وقال ها هنا أشيّد لي مقاما
أيا صبر أيّوب هب لنا صبرا يفوق صبرنا
أيا رياح الأمان أبسطي جناحيْك
يغدوان سيلا حانيا
يعود لدمشق أمنها
عطرَ ياسمينها
فتهنأ آلْقلوب بعد ضيم
تبتسم آلْعيون بعد سهاد
أيا ربّ آلْعرش آبسط كفّك
تتسابق آلنّعم.. تحطّ على أرض آلْأحبّة
تنفجر ينابيع المودة
تتراقص السّنابل وتعانق السّواعد
تسعد القلوب وتنسى الدّمع السّائل
نعيمة المديوني
Discussion about this post