كتب-اسامة خليل
وصلت أكياس جثث سوداء تحمل لاجئين سوريين لقوا حتفهم في الزلزال الذي هز تركيا وشمال سوريا، إلى الحدود في سيارات أجرة وعربات أو مكدسين على شاحنات مسطحة تمهيداً لنقلهم لمثواهم الأخير في وطنهم.
ويحمل أقارب الضحايا أوراقاً صادرة عن السلطات المحلية تسمح بعبور الجثث بدون الأقارب الأحياء، إلى محافظة حلب عبر معبر جيلفي جوزو الحدودي التركي المغلق أمام حركة المرور العادية منذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل 12 عاماً. وعلى الجانب الآخر من الحدود، سيأخذ بعض الأقارب الجثث لدفنها.
وجثم حسين غندورة داخل شاحنة ووضع وجنته على واحد من خمسة أكياس سوداء بداخله جثة ابنه محمد (16 عاما).
وقال غندورة لرويترز : “ودعته قبل رحلته الأخيرة”.
وذكر السوري أسامة عبد الرزاق والدموع تنهمر من عينيه بينما كان يفحص الأوراق بحثاً عن جثة شقيقته الحبلى “هي في شهرها الأخير وبقي لها يومان على الولادة.. المفروض أنها ولدت”.
تعيش الكثير من العائلات السورية في مدينة أنطاكيا المتضررة بشدة من الزلزال وفي بلدة قري خان الصغيرة على بعد حوالي 50 كيلومتراً من الحدود.
وعملت فرق الإنقاذ التركية في قري خان، اليوم الأربعاء، على إزالة أنقاض المنازل بمساعدة سوريين يرتدون قفازات ويبحثون عن أقاربهم.
وبعد انتشال جثة تلو الأخرى، عثر صلاح النعسان (55 عاما) على جثث عائلته.
وأجهش الرجل السوري بالبكاء وهو يحمل صوراً لأفراد عائلته بينما أتى إليه رجال الإنقاذ بجثة زوجة ابنه، وهي حامل أيضاً، ثم بجثتي حفيديه. ولا يزال ابنه في عداد المفقودين.
وتوسل النعسان وهو يصرخ من الحزن لرجال الإنقاذ كي يتأكدوا مما إذا كان الجنين لا يزال على قيد الحياة.
Discussion about this post