إعتراف في حضرة الفشل …

بقلم الشاعر … تامـه حسين / الجزائر

إعترف لي جدّي…
قبل خروجك للدنيا بلحظات
كانـا أبويك يحبسانِ أنفاسهما الأخيرة
كي لا تخرج جنينًـا ميّتًا كأخيك
لحسن حظّـك نجوت بأكذوبة
كبيرة جدًّا من الموت
كانـا سعيدين بك كثيرًا
لأنّك ستصيرُ رجلاً في المستقبل
آهٍ أمّي…
آه أبي…
لقد ربيتما كومة من الفشل
لا أكثر …

يقول المثل :
” العبرة بالخواتيم ”
لـكن كل شيء مختلف
في حياتي
كل شيء ينتهي قبل البداية
أصلاً…
ًحياتي تجربة فاشلة
كلما حاولت الوصول إلى حلم
رجعتُ بخفي حنين
مثلاً …
دخلتُ في سلك التعليم
وتنازلت مبكّرًا..
بعدها..
أردت الحصول على وظيفة
في سلك الشرطة ولم أفلح
بعدها….
جربّتُ أن أحبّ إمرأة
تنسيني كامل انكساراتي
لكن لأوّل فرصة غادرتني
جربّتُ أن أكون فردًا صالحًا
في البيت ففشلت أيضًا
جرّبت أن أكون إنسانا
فلم أستطع…
ما الذي يُنتظرُ من صعلوك
وشخص مريض بكل الأمراض
النفسية والسلبية…
أكيد ستمرضين مثلي

بوسعكِ
أن تحبي رجلاً غيري
حتى الأشخاص الذين فتحتُ لهم قلبي
كحانــة
غلّقوا أبوابهم في وجهي بشّدة
وتركوني وحيدًا في جبّ الغياب
ثم غادروا للأبد!

بوسعكِ
أن تحبي رجلاً باذخ الثراء
مثلاً …
تخرجين معه وقت ما تشائين
يضيفكِ على حسابه مدى الحياة..
ويشتري لكِ فساتين آخر موديل
ويشبعكِ بالعطور والورود
ويشتري لكِ أحلامكِ
ثم يهديكِ خاتم عمركِ
متأكد سيطيرُ عقلكِ

بوسعكِ
أن تحبي شخصًا يشبهكِ
في كل شيء…
أسلوبكِ
طريقة تفكريكِ
لكن بمجرد خطأ بسيط
ستخسرينه بسرعة البرق
يعود إليكِ وقت حاجتة فقط
ما الذي يأتيكِ من شخص مثلي
يمارس خلوته مع الطبيعة
ويربي الخيبات والأحزان … !!