مناشدة أدبية نضالية
* الأدباء المنسيون في كوردستان
بقلم : أنيس ميرو – زاخو – كوردستان العراق
الأديب والباحث والمناضل سردار علي سنجاري يطرح موضوعا هاما بشجاعته المعهودة وأسلوبه الراقي بعيدا عن التشهير والمزايدات التي يتبناها البعض في أطروحاتهم . في مقاله الذي نشر في تاريخ ١٢/٣/٢٠٢١ بعنوان ( الأدباء المنسيون في كوردستان) والذي استهله بمقدمة رائعة عكست مدى عمق تفكيره الإنساني وإخلاصه في تبني المبادئ الإنسانية السامية والتي تقوم على أساس الثقافة المجتمعية السمحاء في بناء الأوطان . ومن ثم تطرق إلى الظروف التاريخية للشعب الكوردي وتقسيم وطنه كوردستان بين أربع دول تختلف عن بعضها ثقافيا ولغويا وكيف مورست بحق الكورد الكثير من الأساليب اللا إنسانية التي أجبرت الكورد الابتعاد عن ثقافتهم ولغتهم وبالأخص الذين رحلوا وهاجروا إلى مناطق خارج الحدود الكوردية . ونظرا لتاريخه النضالي من اجل الحرية والسلام فان الكاتب القدير الأستاذ سردار سنجاري يرى إن من حق كافة الشعوب والأقليات التمتع بممارسة حريتها الثقافية واللغوية وان يتم التعامل العادل والإنصاف مع كل من يسكن إقليم كوردستان من الشعوب والأقليات الغير كوردية وهذه الرؤية الإنسانية لم تولد بمحض الصدفة بل جائت عبر سنوات من النضال الثوري والفكري والثقافي والالتزام بمبادئ الإنسانية التي اخلص في حملها الباحث القدير الأستاذ سردار سنجاري . وفي صلب الموضوع كانت معاناة المثقفين الكورد الناطقين باللغة العربية والتي كانت محل نقاش طويل وعقيم وصل إلى حد اليأس عند الكثير من الأدباء والمثقفين الكورد الناطقين باللغة العربية . وهنا لابد لنا من الإشادة بالطرح المفصل الذي شمله المقال القيم والنظرة المستقبلية للثقافة الكوردية والتاريخ الكوردي .
الأدباء الناطقين باللغة العربية كان لهم دور هام في تعميق أسس البناء الإنساني الذي يعتز به الكورد ويميزهم عن باقي الشعوب المحلية في الدول المجاورة ولولا التواصل الثقافي وبناء الجسور الثقافية بين الأدباء الكورد والأدباء العرب وبالأخص في العراق ما كان لنا أن نشهد تعاطفا محليا ودوليا عربيا في كثير من المحطات التاريخية المعاصرة للكورد . وكذلك طرح المقال معاناة بعض الأدباء الكورد وأسباب هجرتهم إلى خارج الإقليم أما بحثا عن مورد رزق أو بحثا عن فسحة ثقافية توفر لهم حرية الإبداع والعطاء الفكري والثقافي وإيصال معاناة شعبهم الكوردي إلى العالم الخارجي . ورغم أن الكاتب من جذور نضالية وثورية ومشهود له بالوطنية والنزاهة والثقافة العالية حيث قضى ثلثي عمره في الدول الأوروبية ولكنه عانى في الكثير من محطات حياته الشخصية الكثير من الآلام والصعاب وكان الأجدر بأصحاب القرار السياسي في كوردستان الاستفادة من طاقاته الايجابية وفكره العميق ورؤيته الإنسانية لتعزيز مكانة الإقليم محليا ودوليا بدلا من تقديم تلك الطاقة العائلة في خدمة الغرب . ولكن الكاتب الذي يعيش حياته في المهجر ويعمل كباقي أفراد المجتمع الغربي حمل معه كل معاناة شعبه الكوردي في المحافل الدولية وكان صوت الحق الكوردي الحقيقي بعيدا عن المهاترات والتملق لنيل منصب او مركز ما وانعكست تلك الروح الايجابية على الكثير ممن عرفوه عن كثب . وفي ختام مقاله القيم أكد الباحث المناضل الأستاذ سردار علي سنجاري على أن الدول لا تبنى إلا بمثقفيها وإذا على الدول الاهتمام بهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم وبناء ما يمكن بنائه من رؤى فكريا وثقافية من اجل مستقبل أفضل.
باسم الأدباء الناطقين باللغة العربية في إقليم كوردستان ونيابة عنهم أتقدم بكل الشكر والتقدير للكاتب والناشط القدير سردار علي سنجاري سليل النضال ونطالب حكومة إقليم كوردستان ان توفر للأدباء الكورد الناطقين باللغة العربية كل ما هو متوفر لغيرهم وان يتم قبولهم ضمن اتحاد أدباء كوردستان للعمل معا من اجل كوردستان أكثر شفافية وأكثر تنويرا على كافة الأصعدة
Discussion about this post