آخر مقصلة
هبة ماردين
وصبرتُ يا زمن على نوائبك
واحتملتُ تلك السكينة المُثلّمة
إلى أن جاءت آخر مقصلة…
لتُجهزَ على ما تبقى من الوريد
الذي كان يَغدِقُ بالحياةِ
لقلبي الذي بات جمراً….
ينتظر اللحظة التي تحوله لرماد
وحملتُ يا قدرُ أحمالك حتى أنهكت
كاهل روحي…
وأحرقت نيرانك ما تبقى
من حُطامي
أواه من تلك الصفحة التي…
كُتِبَ فيها قدري
وألف آه منك أيها القلم
يا ليتني ما خرجت…
من الظلمات الثلاث
وليتني ما صرخت صرختي الأولى
لتتعاقب بعدها الصرخات…
وتتحول لصرخات مدفونة
في عمق الروح!
وتنهال عليّ النوائب تباعاً
كأنما هيكلي خُلِقَ من صَوَّان
لا من صلصال
آهٍ منك أيها الهيكل الصامد…
إلى متى..؟
إلى متى تتماسكُ جَوراً…
ولأجل مَن؟
آهٍ منك أيتها الروح الملعونة…
بألف لعنةٍ لا يفكها إنس ولا جان
آهٍ أيتها الآه الملتهبة….
متى تجهزين على ما تبقى
من جُزيئياتي المتماسكة
إلى متى أبقى عسيساً
حول آلامي
ليتني ما حييت بعد موتي الأول
وما أعادَ النَفَسَ لرئتيّ الأطباء
أواه يا زمن من هذا الكتاب…
وما ضمَّ بين دفتيه من عذاب
وألف آهٍ منك يا قلم
أما زال فيك حبرٌ لم ينضب بعد؟
أتُراكَ كتبتَ السطر الأخير
ووضعت النقطة؟
أم مازال هناك ما تخفيه السطور
وما لم يُكتب بعد؟!
****
هبة ماردين
Discussion about this post