كتب-اسامة خليل
اصبح حلم النجاح السريع ، يراود ذوى النَفَس القصير ، ولفت الانتباه والحرمان العاطفي أكبر الأسباب لاندفاع أجيالاً جديدة لم يعد لديهم الصبر لينالوا ما يحلمون، فتحول كل شىء فى عصر السرعة إلى وجبة سريعة، يجب الانتهاء منها والانتقال لما بعدها، فلا وقت للانتظار والصبر لتحقيق النجاح والهدف المأمول.
ومع أنتشار برنامج التيك توك ومتابعته من قبل العديد من الكبار والأطفال ، أصبح هذا البرنامج إدمان لهم ، ويستغرقون أوقات كثيرة في متابعته ، وهو الأمر الذى يؤثر عليهم بطريقة سلبية كبيرة .
وتجدر الإشارة إلى أن ” tiktok ” هو عبارة عن منصة إجتماعية للمقاطع الموسيقية، تم أطلاقها في عام 2016 بواسطة مؤسسها تشانغ يى مينغ.
وتعتبر شبكة تيك توك اليوم منصة رائدة في مقاطع الفيديو القصيرة في آسيا والعالم، إذ شهد تطبيقها للهواتف المحمولة أسرع نمو في العالم وأيضاً صارت المنصة الإجتماعية الأكبر للموسيقى والفيديو على الصعيد العالمي، والتي تتراوح مدتها من 3 ثوانٍ إلى ثلاث دقائق.
واستطاع تطبيق “تيك توك” تحقيق انتشار كبير في الدول العربية حيث اكتسحت مقاطعه المصوّرة لشباب وشابات يرقصن على أغاني مختلفة، بملابس مثير وحركات ساخرة ولا أخلاقية، في الوقت الذي انتشرت فيه مقاطع صادمة لبعض الفتيات يرقصن ويتمايلن في الشارع، وزوجات رفقة شريك حياتهنّ داخل غرف النوم وهو ما لم تتعوّد عليه المجتمعات العربية، فطالما إعتبر الرقص والعري الفاضح أحد الفواحش والمحرمات، إذ بقي هذا النوع من الممارسات لسنوات لصيقا بأماكن الدعارة والملاهي الليلية، الشيء الذي تم تجاوزه مع انتشار مثل هذا النوع من التطبيقات، فعند التجول في “اليوتيوب”، “فيسبوك”، “أنستغرام”، ستصادف المئات من هذه الفيديوهات.
كما يعتقد بعض خبراء الصحة أن استخدام الصغار لهذا التطبيق بشكل يومي يمكن أن يؤثّر على نمو الدماغ، من هؤلاء الخبراء :”جيسيكا غريفين أستاذ الطب النفسي وطب الأطفال في جامعة ماساتشوستس: “لا تتطوّر قشرة الفص الجبهي بالكامل قبل سن 25 عاماً، وهي الجزء الذي يتم فيه تعديل الانتباه وتثبيط النبضات والذاكرة المستقبلية والمرونة المعرفية”، بحسب تقرير نشره موقع “فري ويل هيلث” .
كما تعد هذه التطبيقات مصدرًا أساسيًا لإضاعة الوقت وتبديده وزيادة العزلة الاجتماعية وجعل الأطفال منهمكين لوقت طويل في تصفح الفيديوهات غير ذات الجدوى والتي يبثها أشخاص مختلفين عنا في العادات والتقاليد كما أنها غير خاضعة لأي نوع من أنواع الرقابة المعرفية أو الأخلاقي.
ويتسبب “ تطبيق التيك توك الشهير ” بأضرار كبيرة على جميع فئات المجتمع ومن جميع النواحي، ومن أهم هذه الاضرار:
– استخدام تطبيق“ تيك توك” الشهير لساعات طويلة في العزلة والانطواء للأفراد، فبالرغم من التواصل مع الجمهور الا انه يتسبب في عزلة اجتماعية وخصوصاً مع افراد الاسرة والأشخاص المحيطين ويقلل من الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية الحقيقة.
– كما ينتج عنه تضييع الوقت والجهد واستنزاف الأموال عند شراء المنتجات التي ليس لها أي قيمة.
وحتى الشباب يمكنهم الحصول على النجاح والشهرة، ببعض التعبيرات والحركات الغبية والمضحكة على وجوههم، أو الرقص على بعض الأغاني المشهورة، أو إعادة تمثيل بعض لقطات الأفلام، بطريقة ساخرة، لحصد جمهور الفتيات المراهقات الراغبات في التعرف عليهم والتقرب منهم.
وتوجهت جريدة ” البيان “ بسؤال الناس عشوائيًا عن رأيهم بالمحتوى الذى عادتًا ما يُقدم على تطبيق ال”تيك توك”.
وقالت الدكتورة رحاب سراج رئيس شعبة الإذاعة والتليفزيون قسم الإعلام كلية الآداب بجامعة المنيا، أن من أسباب إنشغال الناس بأمور تافهة على بعض وسائل التواصل الاجتماعى ومنها “تيك توك” هو الفراغ الفكرى من جهة وعدم ادراك المسئوليات الكبيرة من جهة آخرى مع هشاشة المتلقى الذى يسعى إلى مثل هذه الأنواع الردئية من الممارسات الإلكترونية فى حين إنشغل العالم المتحضر بالعلوم والمعارف الجادة والابتكارات الهادفة لأنهم يدركون قيمة الوقت ونجحوا فى حضارات فى شتى مناحى الحياة ومن أمثلة ذلك المشروع الثقافى للصين ومشروع التكنولوجيا لليابان ومشروعات متعددة فى بعض الدول الاوروبية وفى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح على ناجى مدير الموارد البشرية بمصنع اسمنت المنيا بالمعاش، ان الأشخاص المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي ومنها التيك توك لبث محتويات غير مفيدة، وذلك من أجل الربح المادي ومن اجل جنون الشهرة والترند، وهذا نوع من النقص يستلزمه بعض الدعم النفسي وكلما كان الشي غريب وخارج عن المالوف ومستهجن كلما حصد اعجابات من الآخرين، وهناك اشخاص وبعض السيدات يقومون بها من الاستفادة من اعمال غير مشروعة ويجب اتخاذ الإجراءات القانونية مع هؤلاء حتي لا يكون هناك توجه مجتمعي للشهرة بمثل تلك الطرق غير الشرعية والشاذة والتي يعتبر أصحابها أن مهاجمتهم بمثابة تضييق من أعداء النجاح.
وأضاف: ان هناك كثيرا من الاطفال والشباب قد ادمنوا “التيك توك” ومع الضغوطات التي فرضتها الحالة الاقتصادية في العالم ومن قبل جائحة كورونا انتشرت تطبيقات إلكترونية عديدة خاصة بالألعاب والتواصل والغناء في مقدمتها تطبيق “تيك توك” الذي اكتسب شعبية هائلة في فترة زمنية قصيرة جدا ولتمرير الوقت وتحقيق المتعة والترفيه على النفس تمادي هؤلاء في تصوير مقاطع فيديو متنوعة تتضمن كلاما بذيئا سيئا ومقاطع غنائية غريبة وصادمة من اجل حلم الثراء السريع والكثير من السلوكات الغريبة تظهر بشدة وسط الأطفال والمراهقين والشباب وهي سابقة لسنهم أحيانا، وأصبحت بعض الفتيات يقمن بحركات أمام زملائهم ويتشبهن بعارضات الأزياء والراقصات العاريات في حين يقوم بعض المراهقين بتعذيب أنفسهم والمخاطرة بها من أجل تصوير فيديوهات غريبة، ويعرضون أنفسهم للموت أحيانا، و”تيك توك”، خلف جيلا يقدم تفهات واستعمال محتويات في التشكيك في الآخرين وشتمهم وانتقادهم وتجاوزت هذه السلوكات حدود المجتمع المصري الذي تربي ع
Discussion about this post