بقلم…الكاتبة سعاد سعد
بت أحلم يوما بعد يوم بإلغاء جدول الضرب من حياتنا ،بات الأمر كابوس حينما قال المعلم دا جدول الضرب الصغير ، يا رب يقرروا عليكم جدول الضرب الكبير يا بقر ، حقيقة الأمر لم أحفظ جدول الضرب يوما ، ومع ذلك لم أخطأ فيه مطلقا ،بت الليالي الطوال أضع الخطط وأفكر إلى أن توصلت إلى خطة عبقرية فقد أخذت معي حفنة من حبات الذرة وخبأتها في درج المقعد ، سهل الأمر عليا توصلي لفكرة مضاعفات العدد التي يعتمد عليها جدول الضرب ، وضاعفت العدد أيضا على أصابع اليد وكذلك في الرأس ، لم أواجه مشكلة يوما في التعليم أو صعوبة يوما ، كان لكل مشكة حل ، وربما الحل الأمثل في غالب الأحيان ، ومع ذلك جدول الضرب عقدة كبيرة نغصت طفولتنا ، إبتكر المعلم حلا عبقريا من وجهة نظره بعدما فشل عقاب الفلكة والعبط والحجة عزيزة ،( شوفوا بقى انا إيدي وجعتني يا بهايم من النهارده اللي هيسمع بدون خطأ هيضرب المخطأ بالقلم على وجهه ) ، كم آلمني ومزق قلبي بين ضلوعي زملائي الذين طالما أحببتهم وأحبوني وقد إصطفوا ورائهم السبورة واقف من أمامهم ، ولسان حالهم يقول إرحمينا ، قال المعلم الغلطة بقلم سخن على وش الحمار فيكم والقلم اللي ما يطرقعش الحاجة العزيزة حتنزل على ظهرك ،أنتِ بلغت قمة هرم الآسى داخلي ،حينما وقفت وجها لوجه أمام صديقتي وتوأم روحي وفاء الطيبة ، بكيت بشدة ، لا أستطيع ،وقف المعلم على رأسي بعصاه إحتميت بحضنها ، أخذت تحثني على ضربها ، بكت كل منا على الآخرى ، عرفنا يومها ان شئ ما شوه داخلنا ،، ألهبني بعصاه ضربا ، صرت كالحديد المقسى ،فنزلت بكفي الصغير على وجهها سمع الوجع في قلبي ….
Discussion about this post