بقلم شيخ العرب … متعب الهذال
أيقظها من عز نومها ليقول بصوته الجعيري “إيه … هو احنا مش حنفطر النهارده”. قامت من السرير تكظم غيضها وهي تتمتم “يا آمون يا أتون، إخزي الشر يا بت” ومشت إلى المطبخ تجر قدميها. غسلت يديها في مغسلة المطبخ، وهي تتأمل كمية الأواني المهولة الملقاة في المجلى تنتظر أن يتم غسلها. صرّت على أسنانها ونادت عليه من المطبخ قائلة “عاوز إيه عالفطار يا خوخه”؟ فرد عليها من سريره “نفسي ببندورة مع الثوم والبصل والفلفل مطبوخة بالزيت من بين صوابعك الملكية يا أحلى توته”، قال ذلك وهو يخفي ضحكة صفراء.
تناولت “توته” بعض الثوم والفلفل الحار والبندورة الحمراء وقامت بتقطيعها، وهي تنظر بامتنان من الشباك نحو النيل، الذي سقى ووهب كل هذه النعم. بعد تذبيل الثوم والبصل والفلفل الحار قامت “توته” بإضافة البندورة المقطعة ثم أضافت قليلاً من الملح والفلفل الاسود والشطة ومركز البندورة وغطت الإناء وتركته على النار لتنضج الطبخة.
تلفتت “توته” إلى المجلى لتبدأ بغسل الأواني، عندما سمعت صوت “خوخه” يقول لها “نفسي كمان ببيضتين مقليات يا نور عيني”. “تغلي عروقك وتنطس بنظرك يا ابن احمس ونفرتاريا” تمتمت “توته” في سرها وهي تنظر لكمية الأواني المتسخة. وبدون تفكير أمسكت بثلاث بيضات وفقستها وأضافتها لقلاية البندورة، وضحكت في سرها، وتمتمت “أدي البندورة وأدي البيض با ابن الفطسانة”. وضعت توته ما أعدته في صحن فاخر وحملته مع بعض الخبز الطازج إلى طاولة الأكل في جناح النوم.
قام أخناتون “خوخه” متثاقلاً من سريره، وبدون أن يغسل يديه جلس إلى طاولة الطعام، ثم تبعته نفرتيتي بالجلوس. نظر اخناتون إلى صحن الطعام مستغرباً، ثم هب واقفاً، وصاح مستهجناً “إيه دا”؟
وجف قلب نفرتيتي وتسمرت عيونها ثم ردت بهدوء ” لقد أوحى آتون العظيم إلي بطهي هذا الطعام وقد أعددته كما أوضح آتون العظيم لي”.
طأطأ اخناتون رأسه بتوقير، وصار يتمتم بكلمات الشكر للاله العظيم آتون لانعامه عليهم بهذه الوصفة اللذيذة. أكمل أخناتون ونفرتيتي إفطارهم بدون مشاكل او تعليقات.
أعجبت الأكلة الجديدة أخناتون فسأل نفرتيتي “هو إيه إسم الأكلة دي” فحارت نفرتيتي ثم ردت سريعاً “لقد أمر أتون العظيم بتسميتها الشكشوكة”.
تمت …………………………….
هذه كانت القصة الحقيقية لاختراع الشكشوكة، وعلى الرغم من تناقضاتها، وغياب المنطق عن بعض تفاصيها، وعلى الرغم من أخطائها التاريخية الواضحة فإنه لو تم تكرارها على مسمعك منذ طفولتك مئة مرة كل سنة لاصبحت بالنسبة لك حقيقة لا تقبل الشك، ولصرتَ تشكك في الحقائق التاريخية المتعارضة مع تناقضاتها ولا منطقيتها.
لا تععطل عقلك فهو موردك الأنفس.
Discussion about this post