هناك أمورٌ ، تُجبرنا على قراءة الواقع المرير ، بمنطق العقل ، ومن ثم، تسويغ العناوين وتفصيل الأحداث ، واستخراج النتائج ، التى ربّما ، يكون وقْعُها ، قاسٍ على البعض ، ولكن للأسف ، الحقيقة دائماً ، تكون موْجِعة ، وما سأقوله ، عيْن الحقيقة ، التى نعيشها اليوم في عالمنا العربي والتى آسف لِتفسيرها على هذا النحو ، ولكن هي الحقيفة ، التى لم أكنْ أتمنى أن تكون ، ولكنها كانت ………..
فمن خلال التجارب السابقة والحاليّة ، تأكّد أنّ الشعوب العربية من أسوء الشعوب خُلقاً وأكثرها تملُقاً وأعنفها منطِقاً وأشرسها طبعاً وأقلُّها انتماءً ، هذا كله ونحنُ نتبعُ ديناً سواء أكان “مسيحياً أو اسلامياً “، عناوينه الأولى مرصّعة بالقيم الأخلاقية ومحبة الآخرين والتقى ، وأهمُّ بندٍ يحويه ، الإنتماء والتضحية وحفظ الكرامات وصون الدين عن الإبتذال قبل الصلاة والصوم وغيره . ولعلّ الوصف الأخير ، المُتعلق بالإنتماء ، يؤكده ما حصل في العراق وسوريا مؤخراً وما يحصل اليوم في لبنان ، إذ أننا نجدُ طريق الهروب والعبور الى دولٍ أخرى ، هرباً من معاناةِ أوطاننا الإقتصادية والأمنية ، عِوضاً عن بقائنا ووقوفاً مع وطننا ودفاعاً عنه بكلِّ السبل الممكنة لِبقائه وطناً ، يستحقّنا ، لكننا وللأسف ، لا نملك أدنى انتماء لهذا الوطن ، لذا ترانا نضعه وراء ظهورنا ، يُعارك وحيداً مُنفرداً ، ضِباع العصر ، ونحن همُّنا الوحيد ، إنقاذ أنفسِنا من الهلاك ، غير مُدركين ، أننا بهذا الفعلِ ، نرمي بأنفسِنا الى حضن الهلاك ، المُترجم بضياع الهوية وفقدان الذات القوية والتخبّط بين ماذا نُريد وماذا لا نُريد ، ذُروتُها، التهاوي مِن مرسى العروبة والإندثار في قاعِ تاريخٍ ، مُخجِل ، كتبناه بِلغةٍ ما فقِهْنا منها معنى الإنتماء …….
Discussion about this post