الشاعر … فلاح محمد كنة
لا زلتِ غاضبةً منّي ومِن ضجري
كوني معي كاحتضانِ الشمسِ للقمرِ
كوني السماء بغيثِ الجودِ واهبةً
أرضًا بها عطشٌ للزّهرِ والثمرِ
كوني الحبيبةَ تسقيني بنظرتِها
حبًّا بدفئهما أحيا بلا كدرِ
لا تيأسي من رياح البعد والتمسي
عذرًا لمَن ملأ الشطآن بالدررِ
أحببتُ فيكِ ائتلاقَ الضوءِ مُنتشيًا
لمّا رآكِ مع النجماتِ في السحرِ
سامحتِ فيَّ اغترابًا كادَ يسحقُني
مدَدتِ كفّكِ كي أنجو من الخطرِ
آنستُ فيكِ شعوبَ الأرضِ قاطبةً
هبّتْ تُحيّيكِ بالآمالِ والظفرِ
كوني بحاري بها الأمواجُ راقصةً
رقصَ المُحمَّلِ بالبشرى وبالمطرِ
أنتِ الّتي بجمالِ الروحِ أقرؤها
اُحسُّ فيها اشتياقََ النايِ للشجرِ
تغري عيونُكِ كلَّ الناظرينَ لها
و الّلحظُ يسبي قلوبَ الجنِّ والبشرِ
صفاءُ عينيكِ كالخلجانِ صافيةٌ
شفّافةٌ كانتماءِ العقلِ للفِكَرِ
إنّي التمستُ لكِ الأعذارَ سيّدتي
و كم تقبّلتِ أعذارًا لمعتّذِرِ
إنّ الكرامَ إذا ما أكرموا عذروا
إنّي عهدتُكِ في عزٍّ ومُنتَصَرِ
أنتِ الّتي منحَتني في الحياةِ مُنًى
شعاعُهُ في عفافِ الطُّهرِ في خَفَرِ
تأبّينَ أنْ لا تكوني في موانئنا
إلاّ رحيلًا يعاني غربةَ السفَرِ
أهواكِ في همساتِ الّليلِ ينبئُني
ما تشعرينَ بهِ من وحشةِ العُمُرِ
صادقتِ صبرَكِ إكبارًا ومكرُمةً
و صدقُ صبرُكِ يُحيينا بلا ضجرِ
عانيتِ أعرفُ من ظلمي وقسوتِهِ
يا أنتِ يا ضوئيَ المنساب من بصري
يا خنجري في فؤادي صرتُ أغرسُهُ
آذيتُ قلبي الّذي أهواهُ مِن عُصُرِ
لمّا تراكمتِ الآلامُ زاحفةً
نحوي وآيسني التصبارُ مِن ظفَري
حملتُ جرحي إليها كي أُواسيَهُ
فهالني أنّها جرحٌ لمُنكسِرِ
شوقي إليكِ بحارٌ لا ضفافَ لها
أو كالسماءِ بلا حدٍّ ولا سُتُرِ
إنّي اغترفتُ جميلَ القولِ مِن لُغتي
لكنّها أجمل الأقوالِ في نظري
Discussion about this post