الخبز البلدي وجمال الصعيد المصري.
محمد عبدالوهاب.
صعيد مصر والذي تميز بأشياء كثيره عن غيره في مصر والعالم العربي فهناك اشياء عندما تنظر إليها أو تجدها في أي مكان تشعر بشيئ يبث السعادة في صدرك وهو صعيد مصر .
ومن ضمن الأشياء التي ظهرت في الصعيد الخبز البلدي والذي كان في بداية الأمر يصنع من حبوب البر الشامي ويطلق عليه في الصعيد( البتاو) بعدها بدأ تصنيعه من القمح المخلوط ثم القمح الصافي وتميز نساء الصعيد في مثل هذا النوع من الخبز الذي يتهافت عليه أبناء مصر من شتي المحافظات ويعتبره أبناء الوجه البحري من الهدايا القيمه عندما يأتي لهم من احد الأحباب والأقارب في الصعيد .
تبدأ السيده الصعيديه في غربلة الدقيق في المنزل حتي تتخلص من نخالة القمح المتبقيه في الدقيق وهنا تضرب الصعيديه عصفورين فمنها نقاء الدقيق حتي يكون خبز جيد وايضا تستخدم النخاله في وضعها تحت الرغيف علي الواح خصصت لقطع الخبز عليها مصنوعه من الكرتون .
وفي المساء تبدأ في إعداد ما تتطلبه عملية تصنيع الخبز فتبدأ بالخميره وهي كميه صغيره من الدقيق يوضع فيها خميرة بيره وتغطي حتي الصباح وفي الصباح وبعد أن تفرغ سيدة المنزل من إفطار زوجها وذهابه لعمله وافطار صغارها تبدأ اولا في غليان بعض الماء وسكبها علي كميه صغيره في عجانه يدويه تسمي ( ماجور ) وتسمي هذه العمليه العصيده ثم تضع عليها الماء وتنتظر بعض الوقت ثم تبدأ في وضع الدقيق وتقلب بأيديها جيدا ثم تضع الخميره التي صنعتها بالليل وبعد أن تتأكد من تجانس الكل تبدأ في تقطيعه بنسب متوازية علي الالواح الكرتونيه أو الخشبية وتضعه في الشمس حتي يبدأ يعلو تظهر في الخميره عندئذ تبدأ الصعيديه في احضار ابره وتعمل علي تفتيحه لمسافات وتصبح كل فتحه عباره عن جزء صغير ماسك بالرغيف ويسمي ( قرن ) وهناك من تصنع له اربع والغالبيه ثلاث وهناك نوع يشق في المنتصف ويصبح مستدير ويسمي ( جزاري) وبعد أن يظل في الشمس حتي يخمر تبدأ في إشعال الفرن البلدي المصنوع من الطوب والطمي حتي تتأكد ان الفرن درجة حرارتها كافيه لعمليه التسويه وهنا تعرفها بخبرة السنين فهي من صغرها تساعد امها في تجهيز هذا الخبز الي ان أصبحت سيدة منزل وتبدأ في وضع الخبز في الفرن حتي يستوي ويحمر وتظهر عليه علامات الاستواء وايضا هي الخبره ثم تخرجه علي صينيه مصنوعه من البوص أو الخرزان وتتركه يبرد ثم يبدأ تناوله .
قد تكون العمليه قراءةُ سهله ولكن هي عمليه شاقه تتكبدها السيده الصعيديه حيث أنها تظل في الشمس وامام الفرن لعدة ساعات ومع ذلك لم يمنعها هذا العمل من تجهيز الاكل للوافدين سواء زوجها أو ابنائها وايضا لم يمنعها من نظافة الدار وغسيل ملابس زوجها وأبنائها ومع ذلك هي من الحامدين الشاكرين لله رب العالمين .
Discussion about this post