يستكثرُونَ عليّ أنّ أسلوبي, مثل قاموسي, بسيط وعشوائيّ وطليق وغير مُدجّن ويمُور كما المرجل بالخطايا والذنوب وندوب الحياة, وأنّه يُشبه بيوت الشّعب وأحيائه الفقيرة, ويغيظهم أنّني أهرش وأسعل وأتنحنح في نصيّ بصوتٍ عالٍ وبدون تكلّف, وأخربط كثيرا بين دموع الأفراح والأتراح وأنّني أخون الأشكال والتصنيفات جميعها وأضرب بآلات النّقاد المدرسيّة عرض الحائط وأنّني لا أحفل كثيرا بدوافع ونوازع وعقد القواعد اللّغويّة وأسباب انحرافها, وأتعامل معها كما يتعامل نبيّ مع مومس خطّاء ولكنها بنت الله وضحيّة خلقه, فلا يرميها بحجر ولا يبالغ في معانقتها..وأنا يقين بأنّ كلّ هؤلاء الذين يُحيطون بي, ويحبّونني بعيوبي ويقبلون على نصوصي ويستلهمون من بعض حموضتها, إنما هم كذلك، لأننّي أشبههم تماما ولأنّني أتكلّم بلغة الطير البريّ والوحش المحبوس في قفص صدورهم، فلغتي الجامحة هي بيان أيتام الله وترجمة تجاهد أن تكون صادقة ما أمكن في عالم داعر وفاسد ومغشوش ومتقعّر ومُنافق ومزيف حدّ القرف والتقزز…
د.(كمال العيّادي الكينغ)
18-1-2023
Discussion about this post