بقلم …القاص طارق حامدي
هي كانت مريم الساعود تصرخ من داخل بيتها وابو صطيف ..احمد جحي..زوجها يهم بالخروج وفي زواية فمه من اليمين سيكارة قشق لف .. ويده تبحث عن قداحته التي لها خيط برتقالي يضربه عدة ضربات بكف يده فيتوهج خيط القداحه .. بحث عنها في كل اتجاهات جيب الشروال..شينتيان اسود له سرج ..لم يلقاها .كان يلبس قميص عسكري له جيبان فوق صدره وجاكيت فوقه ..
بحث فيهم جميعا لم يعثر عليها ..بدء يهروت بينه وبين نفسه وما زالت مريم الساعود تصيح .
مريم الساعود كانت امرأة قويه وبعشر رجال
كان نجدت حفيدها مطلع شبابه وماو شايف حدا أمامه وعيطيها حقها وكان فناء البيت جدا كبير يحيط به احجار مرصوفه فوق بعضها البعض لعله اشتراها من مقطع او مقلع سليمان حامدي..
الكلب شرس وينبح آخر فناء الدار ونجدت بمحازاته يهش في وجهه كي لا يعض طفلا مر بمحازاة ذاك السكر من الحجاره المرصوفه فمنذ ايام عض بن شعبان حامدي من فخذه الأيسر وكاد أن يصير معه داء الكلب ويتحول الكلام لنباح كما هو حالة شعوب الأمة العربيه التافهة المستعبدة لولا أن أخذ ابرة في مؤخرته ضد النباح على الفور لكان الان من أشهر النباحين في الشرق الاوسط. وبرطله والده ببفرنك ابيض اشترى له فستق من عند كرون رغم ان كرون .. زاوره .. اي نظر إليه بعينين حاقدين فهذا الفرنك لا رصيد له لكن طالما العضه من عند اقرباءه بلع ريقه وسكت على مضض .
وما زالت مريم الساعود تصرخ وأبو صطيف متل الضايع بدون قداحه وخرمان على سيكاره..
– يااااحماااااد .. يا احمد .. هكذا صرخت ام صطيف
– أشو بدك تركيني بهمي عيف التنكه
– أشبك وين رايح وشايفتك متل الديك الدايخ
– مضيع القداحه باالليل كانت معي لا والله الصبح كانت معي من ساعه قبل ما أطلع ع السطوح لعند الحمامات لحست بأصبعي لحسة ملح عشان أكسر الصفره بدي اشرب سيكاره مع كاسة شاي شغلت فيها ومدري وين انسيتها
– تعال تعااال ..هون عا الصفيه ..الصفيه هي رف حجري بجانب الباب عليه زخميل ماء ..هو وعاء من نحاس يشبه البرميل ولكن له خصر واسع يشبه الجب ..
وطاسة نحاس معلقة بإذنه وبمحازاة عتبة البيت ..الغرفه ..
العتبه هي داخل الباب ولها مصرف للماء ومنخفضة عن أرض الغرفه وهي الحمام الاحتياطي لاصحاب المنزل .
رجع اخدها للقداحه وخرج بسرعه وهي تقول له لا تنسى تمر على بيت قنوش جيب من عندهم .. الصانوط .. الغربال يعني .
هز برأسه وهو يشغل السيكاره ويا فكيك وشفط شفطة قويه بعد أن لف رقبته بزيل ..السلك .. غطاء الرأس عليه إبريم اسود .
عبودي عندما عاد من السوق واخذت الأغراض منه ابنته ما زال على الجلاس .
مر ابو صطيف من جانبه وسلم عليه
– كيفك ابو محمد شيفك عم تلهت .. ووجهك أصفر
_ شوي تعبان أشعر نفسي .. عم تلوج .. اي غثيان
ضحك ابو صطيف وقال له علاجك عندي لكل مرض
– أوووف صاير تكتور..اي دكتور ..وما لي خبر ..اي علم ..هات لشوف شوفي عندك
– كل ما شعرت بمرض بتعمل طنجرة ..مخلوطه ..اي شوربة عدس وبتدهن جسمك بالزيت بعدين ..بتكمع .. اي تضع..حالك بحرام سميك ولحاف خلال ساعه بتعرق وبتعرق وبتعرق بتفيق متل الحصان ..طبعا واذا كان اللي عم يدهن ام محمد فورا بطيب ..
ضحك عبودي وضحكت قسوم من محازتهم وهي أمام منزلها وبعض من أبناء بيت حمادي السلات حتى صرعوا الحاره من الضحك وانفجرت اساريرهم من المحبه
وتابع سيره راكبا الطريق صعودا
يتبع
بقلم
القاص طارق حامدي
Discussion about this post