معراج
هذا أنا
أدركْتُ قافلةَ الغزاةِ
وما انتصرْتُ على أحدْ
فإلى متى
سيَظلُّ ظِلِّي هارباً،
وسُلالتي
في رحلةِ المعراجِ
تبحثُ عن مَدَدْ؟
لا وجهَ في المرآةِ يُبصرُ
ما أراهُ
ولا سلامَ
إذا حَرَثْتَ البحرَ، واخْترتَ الزبدْ
فاتركْ سلامَكَ
وردةً
فوقَ الجسدْ
واسْمحْ لروحِكَ
أن تزورَ القدسَ سِرّاً
كي تُقبِّلَ قِبْلتَكْ
سلِّمْ
على دَمِنا الذي يجري
هناكَ
وقُلْ لهُ:
خيلُ الخليفةِ
لم تعدْ تَهوَى الصَّهيلَ
لأنها
قد دُجِّنَتْ
أو هُجِّنَتْ
أو أصبحتْ شَبَحاً
يُعَلِّمُنا الرِّهَانَ لنخسرَهْ.
سَلِّمْ على رَيْحَانةٍ
تبني الحياةَ على حُطامِ المقبرةْ
صَوِّبْ سلامَكَ
باتجاهِ المجبرينَ على السلامِ
وخُذْ صلاتَكَ
من نبيٍّ
لا يجورُ على نبيّْ
سَتَرَى شُجَيْراتِ المسيحِ
وحيدةً
فانشُرْ عليها – من سمائكَ – غيمتينْ
في بيتِ لحمَ نبوءةٌ
ومحطةٌ
للصاعدينَ إلى السماءِ
فكُنْ على دَرَجِ المشيئةِ
نخلةً
أو كَرْمةً
أو صوتَ نايٍ
أتعبتْهُ المعجزةْ.
لا تَنْحَنِ للرِّيحِ
إن هزَّتْ
ثوابتَ خيمَتِكْ
وادْخُلْ بقلبِكَ حافياً
لرحابةِ الوادي المقدَّسِ
قد تَرَى موسى
هناكَ
وقد تَرَى أَثَرَ النبوَّةِ
في الحصَى
خبِّئْ قميصَكَ
من نوايا إخْوتِكْ
فالذئبُ
لم يكشفْ ليوسفَ سرَّهُمْ
واهبطْ إلى
(مصرَ التي في خاطري، وفي دمي) *
قُلْ للعزيزِ:
خذلْتَني
وأنا نشيدُ القمحِ
في السبعِ العجافْ
قُلْ للعزيزِ:
قَتَلْتَني
لكنَّ رُوحيَ آية
في رحلةِ المعْراجِ
تَبْحَثُ
عن نبيٍّ
لا يَخافْ.
_________
*ما بين القوسين مطلع أغنية وطنية لأم كلثوم من شعر أحمد رامي بتصرف
كلمات الشاعر
السيد الجزايرلي
Discussion about this post