استجابة بعض ابناء الحاره
.. بعض من ذكرياتها ..
ما زال صوت بقبق يعلو عن كل الأصوات في ذاك السوق .. حطو المقلي هاتوا الزيت ..
– يا بن خالتي يرحم عضام ابوك تعا شوف ها الكوسيات ..الباتنجانات ..عطيني بوسه عا حب الني .
كان بمحازاته فيصل معه حماره وفوق ظهر الحمار سريجه في جوفها بضاعه لبيت ابو محمد حيث كانت هي الوسيله قبل أن تولد الطرطارات والاليات الأخرى من فم الحضاره المزيفه لنقل البضائع .
اشترى عبودي الدباس كيلو غرام من اللحمه وحصرا مدهني وخرج من محل ابو دياب علي باشا .
بصوته الاجش سلم على الناس بدون استثناء،.
كان الجو شبه ماطر والبلاط الفرنسي كان خده يلمع إثر سقوط ماء المطر فوق وجنتيه قبل أن يخلعوا كتفه مرسوم البلديه بإسم التنظيم .
خرج من فم السوق ومعه طفل لعله هاشم كان أمام دكانة ابو العياط عدة رجال يلعبون بالمنقله .
همر عبودي ثم ضحك وقال لهم :
– عليهم .. علييييهم شو مين غيلب
ضحك ابو العياط من الداخل وكان يرتدي قميص فانيلا وجسده نحيف ..
– أضحااااك انت أضحاااك .. قدام دكانتك رزق .
ثم مشى عبر الشارع الضيق الذي يسكنه دكانة محمد خبو ..مشى ..وصل لمحازاة منزل الخياطه عيوش الكامل ..
خرج منها امرأة تتأبط شيلح..فستان ..وهي بمنتهى السعاده ..
ضحك عبودي فكل الحاره عائله واحده وتعرف بعضها وقال لها :
– إي بالهنا ان شاءالله . كيفوا ابو محمد والولاد
– ماشيين الحال ببوسو إيدك.
شم رائحة التوابل من ع بعد خمسين متر من دكانة حسن كرزون ووصل لمحازاة تحت الزيباط وتابع سيره .
إنه من حارة وادي ابو حشيش والمزن والشيخ علي والشيخه زينب ..علامات فارقه ومتجذره في تخوم البلده ومعالم من معالمها وهم قنديل الحي الجنوبي .
كان كرون التاجر الوحيد في حارة الدراويش الطيبين وجل زبائن الحاره تصب عنده فيقولون :
– بيربح قليل وببيع كتير نفس افكار أبناء عمنا بني صهيون وبيتحمل الزبون للموسم .
اشترى عبودي بعض أغراضه من عنده .. كانت أم مسعود تحمص بذز العبادي على اللببور وتصنع أكياس من الورق وواحد منها حمل عبودي اغرضه ضمنها .
وصل ارض الحاره واستراح قليلا على الجلاس ..ورنة ضحكة بيت حمادي السلات تصل لاذنيه من آخر الشارع ..
كان ابو حمادي في مقتبل شبابه يغني لفريد وعبدالوهاب وعندما يضحك ينفجر مثل ثورة الشباب ويحمر وجهه ..والحاره كلها تنفجر ضحكا ومرحا على موسيقا تلك الضحكات المميزه .
قسوم كانت على الجلاس وبمحازاتها ابو طافش .
لمحهم عبودي من بعيد ولا داعي بأن يرفع عيار صوته فهمسه يصل لوادي ابو حشيش .
– آواكن الله . يعني كيفكون
– آواااك بالهنا والسرور .. أشو معك يا ابو محمد هكذا قالت قسوم وما زال عود من القش تلعب به بين أسنانها
– شوية أغراض من السوق ..
ثم يعطي لهاشم بعضا منها كي يعطيها لقسوم من باب الضيافه ..كانت عادة العطاء من نفس رضيه من مسلمات الحياة. لذلك كنا بشر ..
– يا عبد السلام .. يو عبد السلام هكذا صرخ عبودي لأبو محمد ..ابو طافش ..
هو كان اللقب وسام شرف لكل إنسان وأبو محمد الذي فتح زراعي بيته للغريب والقريب كان من أكرم الناس وما زال .
كانت القوضه لا يفتحها إلا متمكن وكريم كي يستأنس أبناء الحاره مع بعضهم البعض وكان لها ريع خاص من المحصول ..
وكان ابو محمد منهم ..ابو طافش . وهو من فخر الالقاب وهو يعتز به .
يو عبد السلام بترووووح لعند اخو الشليييتي.
أخو النعتاااا.. الصفتااا لا تخلينا نكبر كلام ..و بتقلللوا اليوم بدوااا يرجع الطير . اليوم اليوم وإلا وحق الذي خلق الخلق كل ما كعشتلواا طير بدي اشمطوااا ..
ولو محمد هون كنت بعتوااا .
كانت فاطمه ام عمار في الداخل
– أشبك يا ياااب..دائمآ معصب يلعن ابو الحمام .
لم يرد بل قال لها تعي خدي هل الكيم غرض مني .
وجلس منهكا فوق الجلاس بجانب خد بابه الأيسر.
يتبع ..
ملاحظه
فقط لابناء الحاره ليست للطبع إلا أن تسبك ..
وما أجمل الحاره وأهلها وعيونها
بقلم
طارق حامدي
Discussion about this post