الشاعر … محمد زينو شومان
عليّ أن أعود
مهمّتي انتهتْ..
لا تسألوني بعدُ كيف تولد النخلةُ
دون نطفةٍ ولا مبيضْ
لا تسألوني عن زيارة الضجرْ
وعن وعود كاهن يقرأ نيّات المشرّدينْ
عن نسبة الأشجان في فنجان قهوتي الذي
أرشفه عند الصباحْ
وعن مدى تراكم الدهونِ
في أوردة الشعر الخليليّ الذي يأبى العلاجْ
لا تسألوا لِمَ احتساء الشاي بعد وجبة السأمْ
لقد علت صفّارةُ الحكمْ
واقترن الليل والنهارْ
خرجت من مدخنة التنّورِ
باحثاََ كلاجئ سياسيّ عن الأمانْ
هل من جدار عاقل لا يعرف الغدرَ
ولا الوشايهْ؟
عليّ أن أعودَ من حيث أتيتْ
سأدخل النصّ دخولَ الحَنَشِ الهارب وكرَهُ
ولن أعير مفتاحي ولا روحي
لأيّ ناقد دخيلْ
قولوا لمن يسأل عن ضريبة الوجود والدخلِ
أو السّكَنْ
أدّيت واجبي ولم أكن مديناََ للسماسرهْ
القمح ما ادخرته في عنبر خوفاََ من الجياعْ
والبحر ما احتكرته يوماََ
ولم أحتكر الهواءَ والسماءَ والنجومَ
والأرزاقَ والأعناقْ
ظهري الذي أوسع من سهل البقاعْ
تركته قسراََ عقاراََ مستباحاََ سائباََ
لمستغلّيه من الأشرار والتجّار واللصوصِ والعسسْ
لا تسألوني عن حسابي المصرفيّ
وعقود البيع والشراءْ
لا تسألوا الجيرانَ عن سلوكي
هاكم ملفّ سيرتي بلا حَرَجْ
خذوا عقاقيرَ التفاؤل التي لمّا تزلْ
في دُرْج مكتبي
انتزعوا مني جهازَ الأوكسجينْ
واستحوذوا على أنابيب الأملْ
خذوا جوارحي التي لم يبقَ منها
غير نصف كفّ وحذاءْ
ما لك تهذي وهل الحذاء من جوارح الجسدْ؟!
لا تفحموني عنوةََ..
تجاوزوا عن هذري وعن خطيئاتي وأخطائي
وإسفافي وترّهاتي
ما لي أنا أروغ كالمعتوه أو كما الثّمِلْ؟
أسمكٌ مبرّدٌ؟
أزمن مجمّدٌ يدوسه المشاة كالجسرِ
بلا اهتمامْ؟
أصنم حولي تدور الأرض كالطاحونِ
فيما أنا مثل الخشبهْ؟
لا بدّ من صدمة كهرباءْ
أما انتهت رحلتك العسيرهْ؟
يروقني المشهد كلما دنوت خطوةََ
من نقطة النّهايهْ
لعله الشوق إلى الفصل الأخير واستباق الخاتمهْ
لبنان _ زفتا في 2023/1/15
Discussion about this post