بقلم الشاعرة … حسيبة صنديد قنوني
*****************
كنت أقول .. ليس كمثل التونسي محبّة و صدقا ورحمة وانشراحا حتّى لو كنّا نرغي ونزبد …
كنت أشعر أن كلّ
ّ التونسيين قلب واحد ، فكر واحد ، نتشابه ونتقاسم كلّ شيء في حياتنا و أفراحنا وأتراحنا و صيفنا وشتاءنا ورمضاننا واعيادنا..نلتقي على المحبّة والاخلاص في ديارنا وشوارعنا ومدارسنا وجامعاتنا وجوامعنا…
كنت أرى قلب التونسي محبّا للابتسامة، مليئا بالأمل، مفعما بالحبّ، مرتويا بعشق الارض ودفء الشمس …
كنت أحسب أن تونس أجمل البلدان ..عروس المتوسط ، درة افريقيا ، بلد الشمس والقمر ، محظوظ من يعيش فيها ويتنعّم بنسيم هوائها وبحرها وسمائها…
كنت أعرف أن لها هيبة تستمدّها من حوكمة رشيدة وتربية شاملة ومؤسسات منتجة وأمن وأمان وصدق في القول واخلاص في العمل …
كنت أفخر بها أمام العالم ، زينة البلدان ، تونس الخضراء بأشجارها ونباتها وفلّها وياسمينها ونخلها وزيتونها، ورمانها ، بلد البشائر والمنابر والمعالم والمواسم ، مهد الحضارات والثقافات والديانات والفتوحات والامجاد والتسامح والسلام ، فسيفساء من التاريخ والجغرافيا ..الشواطئ والبحار والجبال والصحاري والعادات والتقاليد والتراث..الجبة والشاشية والمشموم والسفساري والطرب الاصيل والموشحات الاندلسية والعطور والبخور وبساتين الورد و الفل والياسمين ( وتونس أيا خضراء يا حارقة الاكباد..غزلانك البيضاء ..تصعب على الصياد..غزلان في المرسى والا في حلق الواد…على الشطوط تعوم ..)
عصفت رياح التغيير وقدم قوم مختلف، ادّعوا الديمقراطية وتكالبوا على المناصب ، وتمسكنوا وتمكّنوا ، ونهبوا وسلبوا وصالوا وجالوا واغتالوا ، وسمحوا بالحرية المطلقة في كلّ قول وفعل فعمّت الفوضى ، وعلت الأصوات ، وكثر الفساد والنزاعات والاضرابات و”البراكاجات” والجمعيات والتجمّعات والاحتجاجات ، وصار الشارع الكبير موطئ أحقاد وأغراض وتجاذبات ، وصار حلمنا الأكبر ان يعود السّلام والحبّ لقلوبنا البيضاء ويعود الفراش والورد لحقولنا الخضراء.
Discussion about this post