بقلم السفيرة الدكتورة/ ماجدة الدسوقي
تعاني الكثير من المجتمعات العربية من بعض الظواهر السلبية المختلفة ، كالطلاق ، والتفكك الأسري ،والجريمة ، والبطالة ، والتسول .
إن هذه الظواهر تشكل خطورة على المجتمع وتهدد أمنه واستقراره إذا انتشرت وتطورت فتصبح مشكلة يجب التصدي لها ومواجهتها.
مثال ذلك ظاهرة التسول وهي من الظواهر الإجتماعية السلبية في كثيرمن المجتمعات، وهي تعد ظاهرة عالمية لا تخص وطن معين ، بل هي منتشرة
في بلدان العالم الفقيرة والغنية .
ويعرف التسول بأنه طلب الإنسان المال من الأشخاص بالطريق العام عبر إستخدام عدة وسائل لإنتشاره وشفقة الناس وعطفهم ، كما أنه يعد أحد الأمراض الإجتماعية المنتشرة الذي لا يخلو منها مجتمع حول العالم.
أصبح التسول ظاهرة إجتماعية تعاني منها الدول المتخلفة أو النامية بصفة عامة ، واتخذ شكلًا حادًا مهددًا للمجتمع .
فانتشر إلى وسائل المواصلات ، والشوارع ، وأماكن الانتظار العامة ، والمقاهي ، والحدائق ، وأصبح من المألوف أن تجد في كل مكان من يمد
يده للناس معترضًا طريقهم طالبًا المساعدة.
لقد إجتاح التسول كافة الفئات السنية من الطفولة حتى الشيخوخة ، ومن الذكور إلى الإناث ،وأصبح من العسير التعامل معه قانونيًا في ظل هذا التغلغل الإجتماعي ورده الى عوامله الإجتماعية الطبقية ،أو النوعية
الإقتصادية ، بل وحتى النفسية المميزة ، ما يشكل صعوبة في
دراسة هذه الظاهرة وعلاجها ، ووضع الحلول السريعة حتى لا تستفحل هذه الظاهرة .
إن التسول أضحى يمثل سوسيولوجيًا كارثة يترتب عليها إرتفاع معدل الجريمة خاصة وان من ينتمون إلى مهنة التسول أغلبهم من الشباب ، وبمجرد حصولهم على الأموال من الممكن أن يتجهوا إلى الإدمان.
ويعد العامل الإقتصادي من أهم العوامل المسببة للتسول على صعيد
الفرد والمجتمع .
يجب معالجة ظاهرة التسول من جانب الدولة والمؤسسات المختلفة والجمعيات ، كما أن المجتمع يستطيع أن يساهم في معالجة هذه الظاهرة التي تعد ظاهرة خطيرة ، وتتحول لبعض الناس إلى عادة محببة ،
لأنه يرى فيها مصدرًا سهلًا للدخل بدلًا من العمل ، وهذه جريمة لمن يتجه إلى التسول وهو غير مضطر لفعل ذلك ، فيجب أن يتعاون الجميع على احتواء هذه الظاهرة ومساعدة المضطرين أو الذين يعانون من ظروف
صعبة من العمل ،
والرعاية ،ومن خلال الإحسان.
إن ظاهرة التسول غير حضارية فهي تعطي إنطباعًا. تصورًا سيئًا وغير محمود عن المجتمع الذي تظهر فيه ، وقد أمتهن هذه الظاهرة كثيرمن ضعفاء النفوس الذين يستغلون الناس وطيبتهم، كما أنها إهدار لكرامة الإنسان أمام الناس وبداية طريق الإنحراف ، وارتكاب الجرائم .
Discussion about this post