من أعمال أ.د. حسين علي الحاج حسن الفنية…
صراع التناقضات، من مجموعة اللوحات التي أنجزتها في عام 2012، إذ تشكل هذه اللوحة الفنية حركة مواجهة في التناقضات بكل أبعادها الإنسانية والاجتماعية التي تعترض الحياة لاسيما في الحياة الدنيا، وهي في حقيقة الأمر، تبين عن الصراع القائم ما بين الخير والشر والحقيقة وخلافها، ضمن سياق واحد متصل ومرتبط في سلسلة واحدة، تتعلق في العلاقة الروحية والمحاكمات الفلسفية بكل ابعادها العقلية والنفسية.
أنجزت هذه اللوحة في عام 2012 مع مجموعة من اللوحات المماثلة لها، وهي تحاكي الجانب النفسي الذي يعيش الإنسان فيه، جراء الصراعات الداخلية والخارجية التي يمر بها. إذ تشكل هذه اللوحة مادة فنية واضحة المعالم، فقد اتبع فيها الفنان اتجاهه الفكري ضمن سياق واحد من خلال اتباع الأسلوب نفسه، الذي اتبعه مع غيرها من اللوحات التي تدل على المرحلة التي عاشها ضمن الفترة الزمنية ذاتها، بالإضافة إلى عرض بيان حالة التشظي الظاهرة ما بين التناقضات على اختلافها عبر سلسلة من الألوان المستخدمة والمتداخلة فيما بينها، كتعبير واضح يراد منه إبراز الخطوط الوهمية الخافتة ما بين الصراع وتناقضه، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، إذ من المفترض بهذه اللوحة ان تبين عن الفلسفة القائمة عند كل مجتمع أو فرد.
فالتعبير الجمالي في هذه اللوحة الفنية، هو استقرأ للفكرة الراسخة في الذهن، عما هو موجود بين القوة والفعل، سواء كان ذلك بالتصور أو التصديق من الناحية المنطقية الذي يتعلق بعرض الحقائق الكامنة في الحياة. وعليه اللوحة لا تمثل تجربة شخصية وأفكار مختلفة، بقدر ما هي محاكمة ذاتية عما يكتنز به الذهن من أفكار متقابلة، تهدف إلى ملامسة الحقائق بكل تجرد، وتبين عن مدى الصفاء الفكري، والمواجهة المفترضة على اختلافها، التي تعترض الحياة الإنسانية والاجتماعية، حيث بدت التعبيرات الجمالية في تشريح اللوحة، ظاهرة من خلال اضفاء فلسفتها الجمالية، عبر البقع والمساحات الضوئية ما بين اللبخات اللونية المختلفة، فبدت بارقة امل متجددة في الصراع القائم، حيث تفاعلت الألوان المستخدمة في الرسم مع بعضها البعض بشكل كامل، من خلال صفاء الحقيقة التي يصل الإنسان اليها، أثناء عملية صراع التناقضات التي يمر الإنسان بها، في مختلف المجالات، عبر التشكيل اللوني المتشظي، وعرض اللبخات المنكسرة، والمتداخلة في معالم الرسم.
إن البقع الضوئية واللونية، واللبخات المنكسرة في عملية صراع التناقضات، تتعلق في غالب الأوقات بالحالة الذهنية التي يعيشها الإنسان، وهي تتعلق بالكشف عن المعرفة بكل قنواتها سواء منها الكلامية أو الكتابية، والأحكام التي أنتجت في حقبات زمنية متباعدة ومتلاحقة خلال حقبات تاريخية متعاقبة. فالمدلول الفكري لهذه اللوحة يعبر بعمق، عن السيرورة التاريخية للفرد والمجتمع معا، في مواجهة التحدي القائم جراء صراع التناقضات، والتي قد يغلب على بعضها الموروث الخارج عن إطار النقد والتصويب للاتجاه الصحيح، مع العلم أن صراع التناقضات يكمن في اختلاف المعايير الفردية والاجتماعية على حد سواء.
بقلم أ.د. حسين علي الحاج حسن.
Discussion about this post