دعوة إلى الحب
احمد لفته علي
يقال ان متراً من الأرض تسع لعشرات المحبين، وان الكرة الأرضية بأسرها لايسع لمتباغضين.. نعم المحبة تجمع والكراهية والحقد يباعدان ويفرقان، والمحبة كلمة جميلة مورقة زاهية بالنسائم المنعشة التي تبعث من أعماق الروح لتضفي الجمال على كل شيء… والحقد والكراهية والتجبر والتكبر صفات أنانية بشعة تنفر منها النفس وتشمئز لأنها دليل الذلة والحطة ، والمحبة دليل السمو والرفعة، وتبدي حتى القبيح جميلاً ومن هنا قول السيد المسيح (أحبوا أعداءكم) لان قلب المحب مبصر ومنفتح ومملوء بالنور والعطاء وقلب العدو مغلق لايرى النور ولا يرى غير الغل والحقد والعماء ومن هنا فإن العراقيين بنسيجهم الجميل الزاهي (كردي ، عربي، سني ، شيعي ، آشوري، كلداني، مسيحي ، صابئي مندائي، أزيدي) كل هذا التنوع الجميل مدعاة المحبة الإلهية والإنسانية ومن هنا قول علي بن ابي طالب (ع) (الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) وهذا وحده مدعاة الوحدة الوطنية القوية المتشابكة الجذور في تربة العراق الكبير بالديانات والحضارات العظيمة.
كل هذا التنوع الزاهي بالوان الطيف مدعاة الى وقف التناحر والذبح والقتل بأية صورة كانت ومدعاة التوجه صوب البناء والتنمية في جميع المجالات والحقول. وأرض العراق كبيرة وواسعة ومواردها عظيمة ومياهها كثيرة فالجنة في بلاد اوروك وفي بلاد الرافدين.. وبطاقة دعوة الى المحبة والدخول الى قلوب الناس لمعرفة السر الجميل الكامن في أعماق العراقي الذي يتصف بالكرم و النخوة والمرؤة والمحبة والجمال والسمو وكل مايرتقي بهذا الانسان الذي نشأ من طينة المحبة والجمال أصلاً.. قال لي مواطن اسمه ابو جمال (أنا أسكن في منطقة الدورة ومنذ نحو اربعين عاماً وأنا من الطائفة السنية ويجاورني الكردي والشيعي والسني والمسيحي ولم أشعر يوماً من سكني في منطقة الدورة ولحد الان ان جاري كردي او مسيحي او سني او شيعي، ولكن الاحساس الذي يجمعني بجاري هو المحبة العراقية والتعاون والتعاضد في اوقات الملمات والنكبات وكذلك في اوقات الأفراح والمسرات.. فإن أحد أولادي متزوج من إحدى العوائل الشيعية كما إن احدى بناتي متزوجة من رجل كردي وهناك التزاور والتعاون والمحبة تجمعنا.. ترى من أين جاءت الينا الفرقة والكراهية والحقد ولم تكن مثل هذه الدعوات الغريبة سائدة بيننا فهناك صلات جميلة بيننا نحن العراقيين ترى ما الذي حل بنا وإلى أين يوصلنا التذابح والتقاتل ولأجل ماذا؟
فأنا من هنا أدعو الى العودة الى الجذور العربية والاسلامية والاخوة العراقية فوق كل اعتبار.
اما السيدة هدية أم احمد من منطقة الكرادة الشرقية فتقول (ولدت في الكرادة الشرقية وتزوجت فيها ايضا ويجاورنا احد البيوت القريبة من المسيحيين وهناك بالقرب منهم بيت ابو احمد من القومية الكردية تجمعنا المحبة والالفة وعلاقات الجيرة الحسنة… لم يساورني انا و زوجي و أولادي يوماً ان هذا كردي وذاك عربي او العائلة الفلانية هم من الطائفة الفلانية… نعم عندما تسأل عن الاصول يقال ان اصل بيت ابو احمد من الكرد جاءوا قديماً من كركوك مثلاً او بيت ابو داليا هم من المسيحيين ولكن لا توجد الفرقة حد التناحر والتهديد والبغضاء وان اللحمة التي تجمعنا هي رابطة الجيرة الجميلة وما يزال التجاور والتزاور قائماً والدعوات مستمرة لاجل المشاركة في الاعياد او الاعراس او غيرها من المناسبات الجميلة ترى من يبث الفرقة بين العراقيين ومن اين جاء الاحتقان الطائفي والتهجير القسري والقتل على الهوية؟!!).
فنحن بالوحدة نكسر شوكة الطامعين والأعداء والمتربصين بالعراقيين وثرواتهم الطائلة التي تكفينا لأجيال عدة لو وزعت بعدالة.. نحن لن نتخلى عن عراقيتنا ووحدتنا الوطنية الجميلة.
Discussion about this post