حين تجتمع الاصالة والحضارة .. مع مايك بترس
بقلم : سلمى صوفاناتي
بعد انهيار الامبراطورية الرومانية .. شهد فن العمارة ولادة اساليب وانماط جديدة مع اعادة تشكيل وتعريف الطرز القديمة ..
تختلف انماط الطراز المعماري الكلاسيكي كثيرا ولكن يعتمد معظمها على استخدام عناصر الزخرفة والبناء على البناء .. ومع بروز الحركة الكلاسيكية الجديدة ولد طراز معماري جديد سمي بالعمارة النيو – كلاسيكية .. في جوهره يحاول هذا الطراز اعادة بعض الانماط المستخدمة في العمارة اليونانية والرومانية القديمة .. بمعنى انها اقرب مايكون للطراز المعماري الفكتوري الذي اشتهر في منتصف واواخر القرن التاسع عشر .. ويعتمد هذا الطراز المعماري على اعادة احياء الانماط التاريخية القديمة .. وتقديم انماط تصميم جديدة مستوحاة من الطرز المعمارية في الشرق الاوسط واسيا .. فهذه المنازل عادة ماتكون ضيقة وطويلة وغير متناسقة في الشكل .. كما انها تضم سلالم وابراج .. وتتباهى واجهاتها بالزخارف ..
ضيفنا لهذا اليوم .. مهندس معماري من الطراز الاول .. عربي الهوية .. سويدي الجنسية .. ترجع اصوله الى محافظة الحسكة السورية .. فهو عربي صميم .. قضى معظم حياته في السويد في اسرة فنية تجلت جماليتها بوالد يعمل بالتلحين سبق ان حل ضيفا عزيزا على اسرة الرواد نيوز .. ووالدة مبدعة تمتلك حسا جماليا وصوتا مميزا يطرب الاذان .. ورغم الحياة المنظمة ونجاحه الباهر في ادارة اعماله في السويد .. الا ان جذور الاصالة التي زرعها والديه فيه منذ منبته ومرتعه .. ظلت حية بداخله فالمنبت الطيب .. من الاصل الطيب. عاد الى سورية .. وطنه الام .. رغم ظروف الحرب الاهلية وماخلفته من دمار .. وانهيار البنى التحتية .. ليبدا مشواره الابداعي في اعادة هيكلة البيوت القديمة وتقديمها على طراز عصري .. يندمج مع الحداثة ويحافظ على اصالة الماضي .. انامل احترافية وافكار ابداعية غير مسبوقة .. التي اتبعها مايك بترس في مسيرة نجاحه .. واثبت حقا ان الشخص المبدع كزهرة الريحان ينبت في كل مكان تزرعه .. ولكونه يعشق حضارة اجداده الرومان فقد اعتمد باغلب تفاصيله على اللون الارجواني لادخاله كلون اساسي في اعمال الديكور والبناء .. كما انه يميل الى اللون الابيض والاسود والاحمر لادخاله في معظم تصاميمه .. يتابع مايك بترس : الكثير منا لايعرف ان النجمة التي تضاف الى اغلب التفاصيل العمرانية القديمة هي حرز من الشيطان .. تستخدمه معظم الدول تيمنا بالامن والامان .. مايميز الحضارة العمرانية المسيحية عن غيرها هو العناية بالالوان الابيض والاحمر والاسود وادراجه ضمن التصاميم .. كنت ادير مشروعا تجاريا في السويد .. ولكن الحنين لجذوري واصولي العربية كان يغلب على كل شيء .. عشقت وطني قبل ان اراه .. واثرت العودة اليه والبقاء به وتكوين اسرة مستقبلية .. بالطبع كان قراري هذا صادما لدى بعض السوريين .. لانهم لم يتذوقوا مرارة البعد عن الوطن الام .. فنظر الي البعض نظرة استغراب .. لايعرف الناس معنى الاختلاجات والمشاعر التي تغمر قلبي تجاه وطني الحبيب سوريا .. حاولت ان انقل الى محافظة الحسكة بعض من اجواء البيوت الدمشقية القديمة حين اضفت لمساتي الخاصة عليها .. اقوم بفحص اساسات البناء ضمن اجهزة خاصة .. وادعهما بالباتون والفولاذ المسلح للحفاظ على اساساتها .. ثم اقوم بتنفيذ تصاميمي حسب رؤيتي .. وبعد التداول مع الزبون .. واقوم بتصوير واقع حال البناء قبل وبعد .. اكتسبت الكثير من الصداقات في سوريا .. ودعمت علاقاتي .. بحب وشغف .. وافخر باصدقائي اللذين حباني اياهم الله عز وجل .. واجد سعادتي ومتنفسي معهم .. هنا في سوريا .. ارض ابائي واجدادي .. هنا جذوري .. هنا ارضي .. هنا لغتي .. ختاما اتوجه بجزيل الشكر لادارة صحيفة الرواد نيوز الدولية وللصحفية الدولية سلمى صوفاناتي .. واتقدم لكم باسمى ايات التهاني والتبريكات بالعام الميلادي الجديد اعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركة .
Discussion about this post