بقلم : سلمى صوفاناتي
في ربوع الذكريات كنت تان وحيدا على احباء رحلوا وغابوا عن مقلتيك .. وددت لو تغمض العين وتفتحها لتلقى الاحبة .. وعلى اغصان اللامونة كنت تسكب دموعا حمراء تجلت عذوبتها عندما امطرت فوق زهر الياسمين وامتزجت مع اوتار عودك الرنان ..
وهانحن اليوم في ذكرى رحيلك ننتظر الربيع ان يزهر من جديد في قلوب اينعت وربت على جمال الحانك العذبة التي تحولت عبر الزمن لرسائل يتداولها العاشقين .. وماذا بعد يافريد عصرك وزمانك ..ثمانية واربعون عاما مرت على رحيلك ولا زلت خالدا مخلدا في قلوبنا .. ولا زالت اغاريدك تدندن على اوتار النفوس الحساسة .. يقولون ان الابداع ينبت من وحي الالم والمعاناة .. وهل يجهل احد قصة فقرك وتهجيرك ومعاناتك .. لم تغرد في ذاك الافق وحيدا .. كنت برفقة شقيقة تفتحت الورود على جمال محياها .. وحلاوة معناها .. نعم انها مطربة الملوك اسمهان .. وهل يليق بالاقمار الا ان تسطع في سماء المجد .. قدمت من جبل الدروز برفقة والدك فهد الاطرش ووالدتك علياء حسين المنذر الذي ورثت عنها جمال الصوت وبهاء المحيا .. كيف كان حال اشقائك انور و فؤاد ووداد واملي ( امال ) التي اصبحت فيما بعد اسمهان .. رهيفة القلب والاحساس . . كنت وكانت من سلالة الاكابر . كابر عن كابر .. شرعت اجنحتك لتبدا بالتحليق باغنيتك الشهيرة ياريتني طير لطير حواليك ..وفي مصر المحروسة التي شهدت ولادة لعملاق جديد .. كانت الانطلاقة . اضفت الى ارشيف الكبار ٣٠٠ اغنية .. واشتركت ب ٣١ فلم .. كانت من اجمل افلام السينما المصرية . وماذا بعد ؟
حلقت مجددا في فلمك الاخير نغم في حياتي وعزفت على اوتار قلوبنا مجددا اجمل الالحان .. كبار المطربين والمطربات في عصرك غنوا من الحانك الخالدة .. بقيت تعمل بجد وتفان الى ان توفاك الله في مشفى الحايك ببيروت مقر اقامتك الاخيرة .. فارقتنا في عمر مبكر .. ربما لم يكن طويلا ولكنك تركت فيه بصمة خالدة لا يكررها الزمان . ثم اخترت مصرا ليوارى جثمانك الى هناك . اعترافا منك بفضل مصر واهل مصر وعرفانا .. فلتبقى يافريد خالدا مخلدا في ذاكرة التاريخ المشرف ..
Discussion about this post