الكينغ يكتب (عتبات القيروان 11):
في بار سبلانديد،
كنت وحدي.
وصلت القيروان متأخّرًا قليلا.
ثلاثون عام هيّ أو تزيد.
سألتُ النّادل عن منصف الوهايبي
فردّ بيديهِ، هكذا…
ثمّ تذكّر البقشيش
فزاد: – الله أعلم..
ربّما في مزرعتهِ
أو في ضيعتهِ
سألتُ:
– وهل عاد لمنصف الوهايبي إرث أجداده
أو ضارب في سوق المال
أو ربح اليانصيب ؟!
– ضارب بالغاز والمازوط
ردّ ضاحكّا.
جوائز الخليج ترجمها طين
ويكتب روايات كومار..
وأشياء أخرى كثير…كثير.
– وهل يأتي كلّ يوم ؟؟
– هوّ أغلب الوقت هنا،
مع شقيقةُ المُعِزّ فقط
– وماذا يقول شقيق لشقيقه في بار
ولا ثالث يلهب ويطفىء النّار
أو يسبّ أمّهما، والأجداد
ولو ضاحكًا وقريب ؟!
– يتحدّثون عن صابة الزّيتون و غلاء العلف
وبواخر السّكّر الواقفة منذ شهر في الرّصيف.
وعن المحاصيل… وعن التّلف.
– وسالم بُوخدّاجة الدّكتور ؟!
– يظهر أحيانا…يجلس معهما،
لكنّة يظلّ واجمًا مهمومْ
منشغلا هوّ
بالشّرق الأوسط وثقب الأوزون.
– وجميلة الماجري ؟!
– هيّ لا تجلس في البارات،
وهيّ لا تشرب ما يشربون.
– نعم…نعم، أفقتُ من شرودي
هيّ العادة أن أسأل عنهم معًا،
فهم القيروان
ولم يبق من القيروان الكثير
– والآخرون؟…سألتُ بشرود
– يأتون أحيانا، يجلسون فرادى.
ولا يتكلّمون
-إعطني قنينة آخذها للغرفة فوق.
الغرفة 109
وافتحها الآن للإحتياط…
– وحمادي الوهايبي، هل يأتي كلّ يوم؟!
سألتُ، كمّن يلوذ بخيط دخان
فردّ بيديهِ، هكذا…
ثمّ تذكّر البقشيش
فزاد: – الله أعلم..
ربّما في مزرعتهِ
أو في ضيعتهِ
فقاطعته، قبل أن يصل باخرة السًكّر
وصابّة الزّيتون:
– غرفة 109، قلتُ مُكفهرّا
و هات قنينتين.
في فندق سبلانديد،
بغرفتي الباردة
كنت أشرب وحدي.
وصلت القيروان متأخّرًا جدّا.
ثلاثون عام هيّ أو تزيد.
والمطر رذاذ شاحب
ينحرف عن ضوء الفوانيس
والطّقس ملبّد وبليد:
أوّلْ كَاسْ:
ارتاحَتْ شِوَيَّهْ رُوحِي…
ثاني كَاسْ:
نسيتْ كلّ جرُوحِي…
ثالِثْ كَاسْ، سألتْهَا:
– آشْبِيكْ، يا عْينْ، تنُوحِى؟!…
رابع كاسْ
تكسّرْ، في يدّي،
كيْ شُفْتْ، رُوحِي…
قُمْتْ جبْتْ كاسْينْ،
وِسْهَرْتْ نضحكْ للفجرْ،
مع رُوحِي.
د.(كمال العيّادي الكينغ) المستشار الثقافي لصحيغة الرواد نيوز
24-12-2022
Discussion about this post