تُواعِدُني عبيرُ، عند بابِ الجلاّدين
ثمّ تمضى خطوات، على عجل
فتسبقني بثلاثين عام
أو تزيد…
هذا محفوظ…وذا ماركيز
وهذا الوليد بن يزيد
– أين المنصف الوهايبي يا عبير ؟؟
وأين صلاح بُوجاه
ومحمّد الغزّي
وجميلة الماجري
واين حبيبي جرير ؟!
– لا تقترب أكثر من كتاب الطّبخ
كانت تُضيء،
وكأنّها تقرأ عناوين الكتب
على ضوء فانوس
خلف البلّور، بمكتبة (العجرة)
بين حانوت الدّواء…ومدخل الزّقاق القديم
الشّمس تُلاحق القمر
ويتلامسان وراء الزّقاق
خفية عن الوُشاة و عُيُون الغرباء
– تكلّم فبي والله شوق
لسماع صوت صدرك
ولكن إبق هناك
على بعد متر ونصف المتر
القيروان عيون. ونصف متر ….
القيروان غيور.
وخذ باب بيتي
سأتركه هنا
بين عقب السّيجارة هذا
وكسرة الخبز…
– يا للرّائحة الكريهة
قطّ ….مبقور البطن، هنا ؟!
بقلب القيروان ؟!
لكأنّها رائحة فُساء مُدرّس التّربيّة
ذو اللّبّادتين…
أتذكرين ؟!
كان يتوضّأ بعد كلّ جرس و آيتين.
وتضحك عبيرُ…
وبيني وبينها الجاحظ وعنترة
وابن خلدون …وزيدون
وكتاب طبخ
وثلاثون عام أو تزيد
– إذا وصلت بيتنا
فحادف بلّور نافذتي
بنواة. أو بحجر صغير
ولا تُخربط بين الشّبابيك، كعادتِك
شبّاكي الثاني، جهة اليمين
سأفتح لك الباب خفية وأعود
وبربّك وأنت تمشي في الرّواق
خفّف الوطء
فكلّنا موتى…
وبيتنا منذ ثلاثين سنة على حالهِ
نحن هناك جميعًا
ولكنّهم حمقى، وغرباء
يُسمَونهُ : بيت الأرواح
وكأنّنا الغرباء عن القيروان
د.(كمال العيّادي الكينغ)
01-12-2022
Discussion about this post