بقلم الكاتبة فاطمة حسين
من أنت؟!
تسأل المِرآة وجهاً ضالاً يتسكع بكسل فوق مياها الراكدة ..
يتأمل تهشم الضوء الذي يستر حطاماً يعجز عن إخفائه الإطار ..
تهمس المرآة: من ..أنت ..؟ألا تعرفين هذا الوجه الذي داست عليه نعال الجنود، وتلك العيون التي أطفأها ظلام أقبية العذاب؛ فلم يعد يدهشها الضوء، وهذا الجسد الذي يطوي بداخله وردة ذابلة؛ قطفها ذات فجر من حديقة منزله، فأصبحت سكيناً تذبحه رويداً رويداً..
ينزفها هباءً لأحلام مزقها الانتظار في هذا الشتات الذي أحاق به.
هذه بلاد لايعنيها أمره، خيمته على رأسه، وكعتقاء النار كتب على جبينه النزوح..
يفترش طرقات غريبة، وجهه يخشى المرايا، ويخدش وجه الحضارة المزيف..
لفظته طرقاتٌ مكتظةٌ باللاشيء حين أصابه التسول اللاإرادي..
لاتقتربوا؛ فهو مُعدٍ، وهو يحمل أوبئة الحزن، وسوء الطالع…
تصمت المِرآة.. تقرأ دمعتين تركها الوجه على سطحها الفضي، وتلاشى..
رسمت دوائرَ راحت تتسع …وتتسع ..
Discussion about this post