بقلم طارق حمدى
وفي الحي يدلعونها بفطوم ..
كانت مستلقيه فوق سريرها تنتظر قمح بعلها لينثره في تخوم أرضها ..
كانت حرثا له وكان فلاحا نشيطا ومن الطراز الأول يعلم متى يتم الحراثه والعناية بأرض فطوم وأي فصل تتم سقايته بماء منهمر من غيوم عالمه السرمدي ..يعلم كل أسرار الفلاحة والرعاية والوقت المناسب للزرع الذي ألقاه في غيابات الجب بذورا لتكون زرعا خصبا بأنها تؤتي أكلها كل حين ..
مزاريب سحابه تلعب بها رياح الغريزة في سماء ظهره ..لا تفتؤ أن تلقي بمائها المنهمر لحظة ٱشتداد الوطيس ..
تجود بما حباها الله من بركات .. ..
يا لمكرها … كبست زر المسجله ..حرقت المكان من صوت ينبعث ..
(وسترجع يوما يا ولدي ..
مهزوما مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر ..
بأنك كنت تطارد خيط دخان) ..
كانت متمدمده تسدل نصف جفن ..
حمالة الصدر كانت نصف مثبتة فوق مرسم صدرها ترسم بريشتها نهد ونصف إختفوا في بطنها ونصف نهد يمد لسانه حالم بقضمة فم تشعلها حرارة الغريزة ..
وما بينهما نهر سحيق يفصل النهدين حبات عرق مبلله بماء الزهر كانت قد خبأته عند إتخاذ القرار ..
سروالها مبعثر هناك بمحازاة السرير أحد أكمامه منقلب الوجه والآخر يضحك ..
كانت تخبئ إحدى عينيها المتوقدتين تحت شلال من شعر رأسها التي عادت للتو من صالون الحلاقه فتبدو عينها اليسار المنكسرة الخاطر المثقلة من وجع الايام في حالة دهشه ..
على حين غره وقع عليها وما زالت فتوى شيخ الحي تدور في مخيلته ..
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ..
كادت تعمي بصيرته مغزى تلك الآية الكريمة..
لولا أنه سمع من ابو مصعب صباح اليوم . . أي وقت شئت ..وليس أي مكان شئت .. لحرث زرعه في مكان آخر كان يشد به ..
تذكر أن تلك الحراثه يقودها شيطان وأن مرة سمع بن الخطاب يقول له في المنام ..( أقبل وأدبر وإتقي الحيض والدبر) لكان فعلها ..
كان ذلك عام 2015:..عصر يوم الأحد في غرفة مظلمه ..
هو ليس الليل الذي سكب عليها لونه بل بللور النوافذ أحجبها ستائر سميكه متعددة .. يقول أنه يحب الرومانسيه ..
لم يسم الله يومها قبل أن يقع عليها ..فما إن قضم شفتها السفلى وبدء يلهو بها كرضيع جائع يأكل نهد أمه حتى سمع هدير طائره تحوم في السماء وكأنها لمحت نهد وشفة بقعة وطن جائعه ..
شد البطانية لفوق رأسه لعله يحجب صوت الطائره ..فمنذ يومين قذفت ببذورها فوق دار جيرانه فخرت ساجدة فوق رؤس أصحابها وهي تتمتم بهدير صوتها ..وطنكم حرث لكم ..لكنها وطئت وحرثت كل ثقب في ذاك البيت ..وألقت بذورها حمم من جحيم حصاده رماد ..
من دبر ذاك البيت وفمه وكل أطرافه .. وعصرت كل حقد لذتها في تخومه
شهق شهقة لذة تعصره وهو يقضم بشهوة مزعوره ..
وشهقت تلك الطائرة ببرميل عصرته فوق جسد الحي …
تجمد فوق فطوم وما زالت نصف الشفة بين أسنانه
هدير البرميل وهو يقفز من جسد طائرة الوطن جمدته ..
عض الشفة أكثر ..الهدير أقوى …
ضغط أكثر .. هدير حمم الطائره عضت شفة الحي وضغطت ..
زرع أصابع قدميه فوق قدميها المسجاة …
دار في قارورة رأسه صوت بشار الجعفري وهو يشرح جثة الوطن للساده أصحاب المعالي في الأمم المتحده ..وأن بضعة أرهاببين حرثوا في مكان محرم لجسد الحي ..
صوت مفتي الفصيل صب بذار الفتنه في مكان محرم ..
صوت جريدة ( فرية البناء ) ..وعلى الصفحة الأولى وصلها للتو تقرير من أحد أفرعة الأمن كيف تمت عملية الحراثه من إرهابيين ..
كان الصوت أكبر بكثير مما توقع ..
نسي كل شيئ فوق السرير وخرج هائما بين أسنانه نصف شفة معلقه إثر ضغط وهدير الانفجار ..
عندما خرج عاريا يتفقد المكان نسي أنه كان في ثلاجه زرعته فيها أياد كثيره إثر ٱنفجار حاوية من المتفجرات فوق صدر حارته ..
وهو يزرع لذة آلامه فوق جسد فطوم ..
مع ام @ أم قتيبة
من مجموعة
.[.وطن مثقوب .].
لم تطبع بعد تحت التنقيح
Discussion about this post