طارق حامدي
من مجموعة ..
(وطن مثقوب )..لم تطبع بعد
وأخذت زادي معي ولبست ثوب السفر من قماط أبيض لا جيوب فيه ولا ازراار وغلست فيه كيوم ولدتني امي ..ذاك الزاد حساء مما عملته يداي وطبيخ مما صنعته نفسي وبعض مما عصرته عيوني وآذاني وكل حواسي ..
رحلة فضائيه لا يسع المركب إلا لواحد ولا يستطيع الركوب إلا بمساعدة بعض من الطين حيث تضعك في مستقر الأرض وتندفع تلقائيا بعد أن يواروك التراب كي لا يعلموا اسرار القاعده التي إنطلقت منها
دخلت المركبه عباره عن لحد لا أسرة فيه لا كراسي لا خزائن ..عار من اي شيئ إلا أنت وزادك
في الساعة الأولى تفحص مسكني ملكان وسألاني بعض الأسئلة تلكأت كثيرا بالجواب وانا واجم وخائف وتعثر لساني فالمكان موحش لولا قبضة من الضوء نثراه في اركان اللحد أؤلئك الملكان من وجوههم التي تلفظ إشعاعات غير حارقه ثم ودعاني وقالا لي اللقاء سيكون فوق ..
_هناك فلن تبرح المكان إلى أن يستيقظك الله ستدلي أمام حضرته وعظمته ما لديك من معلومات عن حياتك ثم يتولى أمرك هو وإلى أن يحين موعد لقاؤك مع ذاته نم وضع روحك تسبح إلى خليلاتها في الملكوت …
_وهل سيأتي أحد من بعدكم ليسالني أو يعذبني أو يكافئني ..
_لا لا .. هنا إنتظار وليس يوم حساب ولا عمل ..كان عندك قبضة ايام بين يديك وتداولتها وملأت إستمارة صحيفتك وٱنتهى الأمر ..
وهناك يوم حساب لا حساب قبله ولا بعده
_لكن قالوا في مسكني هذا عقارب وحييايا وعفاريت وإقتصاص وشد شعر وكل أصناف العذاب أو نعيم
_لا تصغي لما يقوله اترابك ممن بدلوا ثياب الشرع حسب أهواء امرائهم وجعلوا من الدين غلظه وخوف وقلق ..لا إنك بين أعين رحمن رحيم فكل ما قالوه دجالوكم ممن إمتهنوا عمل الدين وتجارته هم يفترون ..
_خلص هناك يوم حساب لا يومان وحتى يوم الحساب ليس بالعسير فأنت ستقف بين ايادي ملك عادل
إنتهت الجلسه وٱنطلقوا ..
بقي جسمي مع صنفه لينحل فيه ويتشابك وينذوي وصعدت روحي حيث منشؤها وهي قبضة من روح الله ..
واول ما ترامت بصري في السماء شاهدت أرواح في كل بقعه على شكل جماعات جماعات .. كل روح تستانس مع الروح التي تنجذب لها وعلى شكل غبار ودوي اصوات كاالنحل وإذ بروح تلوح لي بيدها عن بعد طرت إليها دون تردد جذبني شيئ خفي لها ومعها آلاف الأرواح بشكل حلق ومجموعات متناثره ..ٱقتربت منها وإذ بجبران خليل جبران يلوح لي .. وبجانبه إمرأة خشيت النظر إليها احتراما له وتذكرت فتاتي في تلك الحياة وتمنيت لها أن تلحقني وتموت بمرض فجائي كي اتفاجئ بها واحملها بين زراعي واطوف بها بين الارواح واتمنى أن لا تنسى وجهها هناك ولا تلك القناديل حول فمها ولا صدرها وزندها وما عليهم من حبات سمسم متراشقه.
_الله ..الله ..حبيب القلب جبران آه كم انا مشتاق إليك ولحبيبتك مي زياده ولعيونك وعيونها ..
هل هذه التي بجانبك فتاتك مي زياده ..؟
_ألم تراها لصيقة الروح أما يكفيني أنني لم ألمس كفها في تلك الدار ..
_ومن تلك التي في عيون غسان كنفاني
_إنها غاده السمان لا تبرح أن تخرج من عيونه
_ومن هؤلاء القوم الذين معك ..
_تعال لترتاح قليلا من وعثاء السفر وغدا ساقرء لك عن كل المجموعه من غابر الأزمان إلى الآن..تعال نجلس تحت تلك الشجرة البرزخيه لنمد زرابي من خيوط برزخيه ونركن فوقها بعض من النمارق لنسد عليها متمدمين على وقع كأس شاي من كوثر تصنعه مي وأرتل على مسامعك من غابر الازمان ممن تبحث عنهم وجالست ارواحهم وعقولهم في تلك الحياة من زهير بن أبي سلمى مرورا بجرير والفرزدق وقد تصالحا الحمد لله مرورا بقيس ابن الملوح وحبيبته وجميل بثينه والمتنبي وابي العلاء وانتهاء بإيليا ابو ماضي لنزار لطه حسين ولنجيب محفوظ ومصطفى محمود والعقاد والبوطي والمنفلوطي والرصافي ولكل روح انت مشتاق لها ساجمعك بهم جميعا وهناك في تلك القرنه البرزخيه أرواح والديك مع ابنك كأنهم يفطرون حساء برزخي فإني أرى بعض اللهيب يصعد من الصحون ..أكيد مشتاق لهم ينتظرونك سلم عليهم وإرتاح معهم قليلا وغدا لنا لقاء ..
– أي والله مشتاق لهم ولكن أبحث عن حبيبة فقدتها قبل أن تلمس كفي اصابعها .. فقدتها في ربيع العمر .
-ستلقاها اذا كانت صافية النيه لا تحوك وتنسج في قلبها أية خبث وظلال أشياء تخفيها عنك .
_لكن بربك قل لي من أولئك الأرواح التي تلبس سوادا حالكا ..
_إنهم شياطين برتبة مشايخ ومفتين سأحدثك عنهم غدا قم لوالديك وإبنك ..لكن قل لي ما هذه النتوءات في روحك والانتفاخ تحت عيونها وما هذا الحزن الذي يسكن روحك وكيف بنش وبلدكم هل ما زالوا بخير وهل ما زلت تعود بستانك فجرا وكيف كرم الزيتون والتين عندك ..اعرفك تعتني بأشجارها وكأنها أبناءك..
– قل لي ماذا حل بكم واين قادتك الأيام وفي أي ارض تعيش وتحت اي سماء تنام ..
غدا سأخبرك لقد فتحت جروحات الروح شاهد انها تنزف قهرا وحسرة على تيك مواطن ..
يتبع .. مع@ أم قتيبة
بقلم
طارق حامدي
من مجموعة ..
(وطن مثقوب )..لم تطبع بعد
Discussion about this post