بقلم : سلمى صوفاناتي
منذ بدا الخليقة .. عرف الانسان بقدرته على التخيل .. وهي القدرة التي حباه بها الخالق عز وجل .. وميزه بها على سائر المخلوقات الاخرى بمافيها القردة التي تعتبر اقرب الكائنات الى الانسان .. وبدا الامر بتقليد الانسان الاول لحركات الحيوانات واصوات الطبيعة والتي كانت النواة الاولى لفن التمثيل .. وابتكار المسرح كلون ابداعي مستقل بحد ذاته .. وبما ان لكل بناء دعامة يرتكز عليها فان المسرح يعتبر العمود الفقري الذي تستند عليه باقي الفنون .. فهو ليس مجرد صورة تعبيرية او مراة عاكسة لرؤى المجتمع ومشكلاته وثقافته بل انه تجسيد لاساطير وحكايا تناولتها الكتب والاثار منذ عقود طويلة ..
ضيفنا لهذا اليوم ممثل مسرحي قضى زهرة شبابه على تلك الخشبة الحمراء دعونا نسلط الضوء عليه من خلال حوار شيق اجريناه معه مؤخرا في الرواد نيوز .. انه الفنان والممثل المسرحي المبدع سليمان قطان .. وعلى لسانه نسرد مايلي :
نقطة انطلاقتي بفن التمثيل كانت من المسرح ابو الفنون والمعلم الاول .. انطلقنا من خلاله كفنانين .. وكانت بداياتي منذ قرابة ٢٥ عاما .. بدات بمسرح المنظمات ومن ثم المسرح الجامعي .. ثم المسرح القومي .. اعتقد ان مايميز العمل المسرحي عن العمل التلفزيوني كالفرق بين الغذاء الطازج والغذاء المعلب لان في الوقوف امام كاميره التلفاز مشاعر مصطنعة الى حد ما .. اما على المسرح فان ردة الفعل تكون حقيقية وحسية .. الحالة التفاعلية مع الجمهور .. لايف .. بمعنى عندما نقدم بعمل مسرحي فاننا نتلقى تفاعل حسي مع الجمهور بكم من التصفيق .. بكم من الضحك .. اذا كان العرض كوميدي او تراجيدي تفاعلي ..
وعلى العموم لايزال المسرح طارقا على حياتنا الثقافية ولم يعد جزء منها مع كل اسف .. لان مايقدم وماقدم بهذا الخصوص .. يوجد تقصير اعلامي كبير . لانريد ان نرمي كامل المسؤولية على الاعلام والاعلان .. ربما مامر بنا من ازمات وحرب وكدرات ساهم الى حد ما بالتقصير .. بانعدام التلفزيون بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر اصبح في جيوبنا شاشات صغيرة .. المسرح له تكاليفه في الدخول اليه ودفع المواصلات .. انا اشكر كل من سكب ذرة عرق للحضور للمسرح .. سنوات طوال مرت ولازلنا على قيد المسرح اي اننا لانزال على قيد الحياة .. وانا شخصيا ارى فيه الحياة .. اما عن دوري في مسرحية حكايات التي كتبها واخرجها الاستاذ محمد ناصر الشبلي .. فقد اديت فيه شخصيتين .. شخصية الجد وشخصية حازم بطريقة كوميدية وضمن اطار كريكتوري .. حاولنا جاهدين بهذا العرض ان نقدم المتعة ثم المتعة ثم الفائدة وباللهجة العامية تعوا لنشوف المسرحية فرجة بصرية .. كانت لي بعض المحاولات بالكتابة ولكنني وجدت نفسي اكثر في عالم التمثيل .. عالم المسرح الذي دخلته حبا وعشقا .. ختاما اتقدم بجزيل الشكر لرئاسة تحرير الرواد نيوز على هذه اللفتة الكريمة وللصحفية المرموقة سلمى صوفاناتي ولكافة متابعينا . دمتم بالف خير وسلام ..
Discussion about this post