في ربيع ١٩٨٨ ..حيث تسكن عيوني فتاة كان مقعدها بمحازاة مقعدي أسرق ملامحها بين الفينة والأخرى فتدخل باب القلب المشرع والمكسور قفله بلا إستئذان ليتولى عمله يد الدم فيعبر عن طريقها زقاقات الجسم لتسبح مع الكريات في تيك الزقاقات لتصل مدينة العقل والروح ولتغدو ضيفة تسكن كل خلايا الجسم ..
كان ذاك عندما كبر هرمون التستيسترون في جسدي وحول من بعض من ملامحه ..
ملامح صوتي حيث أضحى أكثر خشونه وملامح وجهي نبت العشب قليلا في بعض أطرافه وتحت أنفي ..
احلام بدأت تدغدغ أصابعه كل أشلاء روحي ..
في هذه لحظه وقف برهة أمام مغناطيس جذبه ..
إنها سحر أول فتاة لامست قلبي بعمق وحفرت صورتها فوق حيطان الروح ولا أعلم منه كل هذه المشاعر ..كل ما أريده أن أجثوا قليلا أمام عيونها ..لكن !!!
ملاقط الخجل والخوف مسكت بخاصرة شجاعتي واوقفتني مكتوف الأفعال وعاجز الحيله ربط عنق خجلي ..
مخاض العقل والقلب أوحى بسقوط جنين فكره ..
لبست اجمل ثيابي ..طبعا لا أملك إلا ذاك البدل الوحيد ..وتعطرت من قارورة والدي خلسة ودهنت شعري ببعض قطرات الزيت كي يلمع ولمعت صباطي ..حذائي .. بقليل من الزيت أيضا ..
وخرجت مصطحبا معي سحر وهي تنام في سريرها بغرفة النوم في قلبي متنقله في كل فسحة دار ذاتي عبر زقاقات الشرايين ..
وصلت المفرق الذي يجثوا فوق شارعه بعض من سيارات الاجره بإتجاه المحافظه …وصلت سيارة ابو محمد الفوعيني ..هكذا كنا نطلق عليه كونه من بلدة الفوعه الحبيبه ..ركبت بجانب رجل إشتعل الشيب برأسه ووجهه ..كان يقال عنه حسون خضير ابو علي ..
إنطلقت السياره ..وفي الطريق إلتفت نحوي هذا الرجل ..
_ إنت إبن مين عين عمك
_ بن أحمد شعبان
_ إي والنعم ..ما شاء الله .. أبوووك أخويي ومن خيرة الناس ..سلملي عليه أنا حسون خضير
هززت برأسي متمثلا كل انواع الأدب ..ولحظتها عرفت إسمه
وصلت الساحة التحتانيه ..هناك كان إستديو للتصوير إسمه ..إستديو الزهور ..
كان تحت الارض ..نزلت بسرعه ..إنه المصور أبو حسان البوشي الذي لا تفتر إبتسامته عن وجهه ..جار مغروس في حديقة الحاره منذ أمد بعيد ..إستقبلني وقلت له
_بدددي أحلا صوره جار
ضحك وضحك وضحك ..وهز برأسه ..
_ تكرم عينك
وبقي لدقائق وهو يرتب بي حتى رثى على هذه الوضعيه
تصورت وبعد أيام اخذتها وسلخت من بين الصور صورة واحده وخلسة حيث جل الصف في الباحه إستراحه وهناك كتاب رياضيات فوق مقعد سحر نائم ينتظرني ..حيث هي وصاحباتها خرجن للفرصه مددت يدي وبلمحة بصر وضعت تلك الصوره بين صفحات الكتاب لعلها تشعر بشيئ لاحقا ..
إنتهت الفرصه وعاد الطلاب للصف ..وانا فوق المقعد وجهي أخبؤه بين يداي وهو مضطرب ويدق بكل ألوان العالم مع دقات قلبي وإسرق من بين الأصابع خلسة نظرات بإتجاه سحر
شاهدتها بحلقت بالصوره كثيرا ..تأملت ..وتنظر بطرف عينيها بإتجاهي وتعود للصوره وأنا أتلون وكدت أصل الأرض من خوفي
لم تتفوه ولو ببنت شفه .. وتمر الدقائق .. الساعات .. الأيام .. السنين ..العمر وما زلت أنتظر جوابها ..
إلا أنها رمقتني كثيرا وانا فوق مسرح المدرسه أمثل مسرحية من تأليفي وصفقت كثيرا..كثيرا حتى ذاب ذاك الصدى من كفيها بين طيات الاثير ..
نعم إنتظرت جوابها ..
لكن أخفى ذاك الجواب قذيفه بلعته وبلعت سحر وأبناء سحر ووطن سحر .. ووطني وما زلت انتظر الجواب لعله يتساقط من السماء حمم من رب سحر فوق رؤؤس من أخذ أحلامي وأحلام كل إنسان في وطني..
عندما تمرون بمحازاة لحدها خففوا الوطئ كي لا تزعر مرتين ففي داخل اللحد يسكن قلبي
رحمك الله ..
Discussion about this post