على مرفأ الإنتظار …

الاديبة…. محبوبة خمّاسي، المنستير، تونس الخضراء.

بحثت عنك… يا…
يا… وجهي الآخر…
بحثت عنك…
في أرجاء حاضري،
في عتمة الغياب،
بحثت في دوائر…
يشبه ما بداخلي فراغها
لكنها لا تشبهك
إلّا ببثّها الدّوار في ملامحي…
تسلّات…
مددت أصابعي إلى فوضاك…
اِختطفت لمحة من عالمك
لم أستسلم…
بحثت عنك أكثر
بين جدائلي
في ما تبقى صامدا من أضلعي
تسرّبت بين رموشي كحلا
أو كالرّماد وذبت في أنفاسي
توغّلت رعشة في شراييني
انتظرتك…
انتظرتك بهفة الرّضيع
إلى حضن أمّه
وبشوق الطير إلى مساء بلا عاصفة…
لم أمل الانتظار…
لا شيء أخرس رغبتي أن ألمس الندى في أصابعك،
لا خوف قيّد حلمي
في البحث عنك…
في انتظارك…
يغويني العثور على أثرك
أجدك في أنفاسي،
في عطري،
في لباسي،
في دفتري،
بين أسطر كتاباتي،
في لوحي،
في كرّاسي…
سأنتظرك لتدقّ أجراسي
سأنتظر وجهي القديم فيك
بمرفئي الوحيد…