بقلم ..فرح ياسر
👦🏻 السيدة التي تجلس هناك دائمًا شاردة و بمفردها.. هل ؟تعرف من هي؟!
👴🏻لا يا سيدي
👦🏻مساء الخير…
👩🏻مساء النور
👦🏻اعتذر على فضولي… ولكن دائما أراكِ تجلسين بمفردك… وخصوصًا ليلًا… هل يمكنني الجلوس ؟!
👩🏻تفضل
👦🏻هل يمكنني مساعدتك⁉️
👩🏻هه للمرة الأولى يسألني أحدهما سؤال كهذا ‼️
ولكن يمكنني أن أخبرك… لا أعرف لماذا… ولكن أعتقد لأنه لا يوجد من أخبره
👩🏻مجيئي هنا في الليل لأن الليل صاخب يزداد فيه تفكيري وشعوري بالوحدة
أشعر وكأنه يؤذيني… لكن هنا النجوم.. القمر…البحر…والهواء يشعروني بالدفئ الذي لم أجده في جدار منزلي
👦🏻يمكنني أن أسمعك
👩🏻ستمل مني كثيرا.. دائمًا أشعر إنني مُملة
👦🏻لا سيدتي.. تفضلي
👩🏻الوحدة مميتة سيدي و الفراغ صعب
صعب ان يعيش الإنسان رحلة حياته بحثًا عن حبيب او صديق او حتى غريب يشاركه همه
حتى لو كان الغريب سيختفي من حياته مرة أخرى
و أيضا تخيل انه حتى من يوعدك بالحب للنهاية يختفي
ومن يوعدك بالاستمرار يتنحى
و من يوعدك بالقرب يُصبح أشدهم غربة
تخيل إنك تكون وحيد لدرجة ان حتى تقلباتك المزاجية لا يشعر بها أحد
بكاءك صراخك وحتى عنادك لا أحد يحاول معرفة سببهم
حتى أوقاتك السعيدة لا يوجد من يشاركها معك … إذا كانت توجد حتى لحظة سعيدة أساسا..
في أقل من ثانية أشعر كل شئ وعكسه
اضطرابات كثيرة وحتى إنني لا أعرف من كثرة تفكيري أي شعور يُشعرني بالراحة و أيهم يُزعجني
أشعر و كأن الجو ملئ بالصعوبات التي تتناثر من حولي
وكأن توجد غصة في قلبي
و تخيم عليّ حالات التعثر وحتى شعوري بإنني لا أحد أو إنسان عادي… هل تعرف أحساس أن يشعر الإنسان إنه عادي وغير مميز ، هذا شعور مُحطم
و كأن حياته تلونت بلون قاتم
لأقول لك كاللون البني بالمناسبة هذا أكثر لون أكرهه ولكن أشعر بأنه لون حياتي
هل تعرف انني أحب اللون الوردي ، وحتى إنني عاشقة له وجميع من حولي يعرفون ذلك ولكن لا توجد في خزانتي حتى ورقة وردية
وبالرغم من حبي له لم أحاول شراءه لنفسي
👦🏻دقيقة… كيف من حولك…ألم تقولي إنكِ وحيدة
👩🏻 الوحدة لم تكن أبدا العيش بمفردنا أو شئ من هذا القبيل
الوحدة هي أن يكون بجانبنا الكثير من الناس ولكنهم جميعًا يمتنعوا عن فهمك
👦🏻لقد قلتي إن أكثر لون تحبيه…
👩🏻نعم اللون الوردي
👦🏻ولكن لمَ لم تفكري في شرائه لنفسك
👩🏻أشعر إنني عندما اشتريه لنفسي إنه سيسيطر عليّ شعور الوحدة أكثر و أكثر لأن ببساطة ، حتى أشيائي المفضلة لا أحد يأخذها بعين الإعتبار
…كنت أود ولو يجلبه لي شخص ما
👦🏻تفضلي
👩🏻ما هذا… هاتفك… عذرا لم أفهم
👦🏻لونه وردي
👩🏻وماذا أفعل⁉️
👦🏻احتفظي به… وكإنني أشتريته من أجلك
👩🏻هل يمكنني قبوله.. ؟! .. لا أعرف… لا لا أود الإحتفاظ به
🏻لمَ….. ألم تقولي ان أمنيتك أن يجلب أحدهم لك شيئا لونه وردي ؟! ِ…..
👩🏻نعم قلت أنني أتمنى شئ وردي من أحدهما
👩🏻ولكن أحدهم سيجلب لي… سأتعلق به مثل الثور الذي رُبِطت على عينه خرقة حمراء
وسأظل أتمنى أن يدوم و أن نصل إلى أسمى درجات الحب والإهتمام وهذه هي الخرقة الحمراء….. هل تعرف ماذا سيحدث بعدها
👦🏻….
👩🏻لأقول لك سيتركني أحدهم مجددًا…. هل تعرف البالون كلما نُفِخ و بعدها فك يترهل
هكذا أيضًا القلب والروح كلما وجدوا من ينقذهم من وحدتهم التي غرقوا في أعماقها ثم يتركهم مرة آخرى إلى الأعماق غرقوا.. غرقوا ثانية
👩🏻في النهاية ستموت الروح من الترهل أو من الغرق في القاع
👦🏻أحكامك مُسبقة
👩🏻بلى… خبرتي أبلتني
👦🏻لكل قاعدة شواذ‼️
👩🏻دائمًا القاعدة الشاذة هي الأصعب على الإطلاق وقد دُفِنت روحي بسبب الصعوبات
👦🏻لا أجد ما أقوله لكِ حقًا
👩🏻ليتني منذ زمن أعجزت الجميع عن الكلام مثلك…. لكن هل تعرف ما الأمر المثير… قلبك…. قلبك نقي للغاية
👦🏻ماذا⁉️
👩🏻الجميع لم يعجزوا
الجميع يرددوا الكلام الذي حفظوه على الأغلب ولكن أنت عجزت عن المجاملات و ردود الأفعال الرومانسية الكاذبة
عجزت عن أي حبل وطريق يمكنهم أن يوقعوني من أعلى جدار الأحلام ليابسة الواقع… حقًا أشكرك…
👩🏻ولكنني ضجرت… أريد الذهاب… في النهاية لست معتادة على أن يكون أحدهما شديد الإنصات معي بهذا القدر
👦🏻ولكن ألم تودي لو يسمعك شخصٌ ما… ألم تقولي ذلك في بداية حديثك
👩🏻يمكنني أن أقول لك أخشى الإعتياد…
👦🏻حسنًا…. سأقول لكِ إذن إلى لقاءٍ آخر
👩🏻هل ستقابل مضطربة مثلي مرة أخرى⁉️
👦🏻أعد..
👩🏻لا…. لا تعدني لا تفعل ذلك بي رجاءًا …. إلى اللقاء
Discussion about this post