للأديبة شروق لطيف
تقابلا صدفة
على رصيف الإنتظار
فى محطة للقطار
لا يعرفا كيف دار
الحديث أو متى
ومن ذا الذى قد بدأ الحوار
شعرا بعميق الراحة
وبقمة الإستقرار
حيث تأكدا بأن نجمهما
له نفس المدار
تحدثا وسبرا جميع الأغوار
وتوغلا فى كل الأسرار
وعن سبب الإرتحال وترك الديار
تطرقا إلى الرياض والحقول
واشتما عبير الأزهار
تسلقا الجبال وباسق الأشجار
وتذوقا حلو الثمار
جابا الدول والأمصار
وهمَت فوقهما زخات الأمطار
قص ّ كل ٌ منهما تجربته مع الحياة
ومن قابلهم من أبرار وأشرار
إرتفعا الى الثريا
تلامسا مع فراقد وأقمار
نبشا فى ذكريات محفورة
وما تركت من ندبات وآثار
طال الحديث وطال
حتى بدا كطويل أَعصار
وفجأة………
دوى صفير الإنذار
معلنا ً وصول القطار
لم يهتما فلم ينتهى بعد الحوار
سيكملانه حينما يجلسان بالجوار
لكن كانت الصدمة
ولحظة الحزن والإنهيار
حينما تحققت بأن تذكرتها
لا تتشابه معه فى نفس المسار
فقامت بنفس ثكلى
تملأها الحسرة والإنكسار
فالحديث شيق
أسكر روحها لحد الانبهار
فكان هناك العديد من الأسئلة
المنتظرة للإستفسار
حملت حقيبتها ولوحت
له بيدها وقلبها يقطر بالمرار
ولما تنبه من هول رحيلها
رفع يده متمنيا ً لها
السلامة فى الأسفار
ولما التفت بظهره واستدار
وجد على المقعد وشاحها
فحمله بكل معزة ٍ ووقار
اشتم العطر الزاكى الذى منه استطار
فهل تركته قاصدة
كى يكون منها أحلى تذكار؟!!
هل كانت مَلكا ً
هبط إلى الأرض كقبس من الأنوار
ثم ارتحلت لمكانها فى عمق الأخدار ؟!!
أما هى :
فأخرجت ورقة من حقيبتها
لتدون كل كلمة دارت بينهما بإقتدار
وبالرغم من رغبتها فى المزيد والمزيد
من تلك اللآلئ الكامنة فى المحار
لكنها اكتفت بلملمتها فى ذاكرتها
كثمين الأحجار
وبكل كلمة أنشدت
وكتبت منها أروع الأشعار
تنهدت بعمق قائلة:
يا ليتنى قابلته منذ بكير الأعمار
فمن المؤكد كنت سأستقل معه
نفس ذياك القطار
لكن ما عسانى فاعلة
سوى الصمت والإستسلام للعبة الأقدار…………
Discussion about this post